الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

نور

فى تلك الظلمة الحالكة .. بلون وحيد أرسم على جدران  أشم رائحة عطنها..لم يخبو النور بداخلى بعد .. لا أعرف متى سيرون ما أرسم ،لكننى أعرف أننى أرسم صورا لسعادة أستحقها..    

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

رعب "قصة قصيرة"

.أرقب عقارب الساعة المتواطئة لإجهاد قلبى ..بين تباطؤها والانتظار الثقيل أغرق فى كل انواع الهواجس، أموت ألف مرة ..يعودون ..أتنفس الصعداء..أجيد استقراء الخطر..لا أبالى بنفسى ..هم نقطة ضعفى .. أكتب ..أرفض ..أصرخ فى وجه الظلم ..  لا ابالى بما قد يصيبنى.. أعجب من حالة الفصام التى أعانيها ..أعمل رقيبا على نكاتهم وتدويناتهم ..أعتقل السطور التى يكتبونها بعفوية ..أقذف بها من نوافذ صفحاتهم وانا أصيح ببضعة مواعظ لا تستقر بين أذني أى منهم أبدا .. أهدد بسحب حواسيبهم ..لا أسمح بخطأ حتى وإن كان على سبيل الدعابة ..يغضب ثلاثتهم  منى .. أشعر ببوادر ثورة فى بيتى ..يعلق أحدهم صورتى وقد رسم لى وجه ديكتاتورا عسكريا غربيا شهيرا..أمزقها غاضبة ..يرد أوسطهم على معاتبتى  بعد أن أغلق صفحته فى وجهى :
ــ أمى ..أتعبتنا..ماعدنا نهتم بالسياسة أصلا !
أصرخ فيه :
ــ  أفهم..أفهم ..لكنهم لا يفهمون..

الشتاء

الشتاء ..يعلن دوما عن نفسه بضغطة قوية على أماكن الضعف فى عظامى ..يقيدنى بغضاريف ملتهبة .. ويعذبنى بنفس لا تطيق الجدران والأسقف .. يحرم عينى متعة الشارع القريب نضر الوجه بعد  أن اغتسل بماء المطر.. يمنعنى قراءة الوجوه واستنباط الحكايات ..أقول لنفسى لابأس بأن أفتح النوافذ إلى حين أسطيع اجتياز الباب.. وياله من عذاب

الخميس، 5 نوفمبر 2015

التنصير والأسلمة والشيزوفرينيا الدينية

التنصير والأسلمة والشيزوفرينيا الدينية





التنصير والأسلمة والشيزوفرينيا الدينية

04/11/2015 - 10:32:07
نفيسة عبد الفتاح
فى روايته «رمضان المسيحي»، يواصل عادل سعد صدم القارئ بعد أن قدم لنا مجموعته القصصية الأولى، وتأتى الصدمة بداية من عنوان نصه الروائى، فرمضان يتعذر أن يكون مسيحيا، لكن هذه المفارقة فى العنوان تطلق رسالة تحذير للقارئ أنه بصدد الدخول إلى عالم عادل سعد، الذى بدا واضحا فى مجموعته الأولى «البابا مات».. عالم شديد الإنسانية والواقعية، لكن تركيبته تقودنا إلى فانتازيا الواقع وغرائبيته وهى تركيبة أزعم أن عادل سعد حجز لنفسه بها مقعدا خاصا فى عالم الروائيين، مفتتح الرواية يتسم بذكاء، إذ يبدو بعيدا عن محتواها خاصية وهو يصف قدرات شباب أسيوط سواء فى العدو أو فى مباريات رياضية مع بساطتهم وتلقائيتهم، لكن الكاتب عبر تلك البداية يدخلنا إلى عالمهم الممتلئ بالصحة والقوة والانتصارات، ثم يعلن ببساطة أن تجربة مغايرة خاضها هؤلاء وكانت لهم فيها هزائم وانكسارات.

ومنذ اللحظة الأولى يفصح النص عن طبيعة شخوصه.. فهم يمثلون المصرى العفى القادم من أعماق الصعيد المنغلق ليواجه صدمة حضارية فى مجتمع اليونان الأوربي، حيث لن يكون غريبا أن يصاب على الفور أبطال النص بحالة من الشره، ويبدو الأمر فى ظاهره كحالة انبهار ورغبة قوية فى الاغتراف من الملذات، التى صارت متاحة لمجموعة من الجوعي.

وسلوك رمضان المسيحى يلخص حالة «الشره»، التى وصلت إلى حد إعلام أهله بموته لأنه لايريد أن يعود إلى الحياة التى يراها بائسة ويترجم ذلك بمقولته «دين ربنا قال: فيه جنة.. وفى نار. الجنة.. نسوان وويسكى ومارلبورو وفراخ وخوخ جورمادس..والنار هناك.. فى الأوضة الحر.. وأمى الزهقانة.. وريحة البول.. ومراتى والأربع عيال وبوابير الجاز والفول والطعمية والسجاير الفرط والموت فى خنق الأتوبيس».

ويتيح لنا نص عادل سعد الرؤية من خلال فكرة التناقض والاختلاف ومن خلال سقوط القشور الضعيفة، التى يحتمى داخلها البشر ليظهر المعدن الحقيقى لهم عند أول اختبار، حيث يعتبر اختبار التمتع بكل الحريات دون رقيب من أصعب تلك الاختبارات، فيدخل بنا النص إلى المناطق الشائكة فى الدين والهوية والفساد السياسى والعلاقات الخاصة.

وعلى الرغم من أن الفقر كان سمة مشتركة بين البيئة الجديدة والبيئة، التى أتى منها شخوص النص إلا أننا نقارن بين الفقر المعتدل مع الحياة الحالمة الهادئة، فى اليونان، والفقر الخشن القاسى فى الصعيد، وشتان مابين الفقرين، وعبر قصة ٥٠ طالبا خرجوا من مصر إلى اليونان بتأشيرات طلبة فى السبعينيات نشاهد وجها آخر لمدينة أثينا، حيث فتيات الليل وشوارع الشواذ، إضافة إلى نموذج المجتمع الأوربى البسيط، الذى تمثله السيدة العجوز تولا التى ترمز إلى شعب اليونان بكل بساطته وإقباله على الحياة واستيعابه للغرباء فى أواخر السبعينيات، وهى فترة كانت اليونان فيها قبلة المهاجرين المصريين.

ولا يكتفى عادل سعد بأن يرينا بعينيه صدمته الحضارية بل نتوقف أمام حالة صارخة من التناقض فى الممارسة السياسية بين مصر واليونان فى ذلك الوقت، فبينما تخرج المظاهرات فى أثينا من المصريين تطالب بإطلاق سراح المعتقلين من الطلبة فى سجون أسيوط.. تخرج مظاهرات العمال فى أثينا تطالب برفع الأجور، هؤلاء يريدون مزيدا من الرفاهية ونحن نريد الحرية ووقف القمع السياسي.

يواجه النص دون مواربة قضيتا التنصير والأسلمة واختلافهما من مجتمع لآخر، ووجهة النظر الأوربية فى المسلمين الذين يراهم الأوربيون «همج»، وعلى صعيد آخر يعالج حالة الفصام الدينى، التى يعانى منها المأخوذون بالحرية والمعيشة الرغدة فى تلك المجتمعات، فرمضان هو لب القضية واستهلالها.. الرجل الذى باع هويته ويعتقد أن الدين فى القلب وأنه لا مانع من أن يتنصر ليعيش الحياة التى يريدها، وهو نموذج صارخ للجهل و»الشيزوفرينيا «الدينية والسقوط الذى تتسبب به تلك الحياة المغايرة المبهرة، وهى شيزوفرينيا عانى منها معظم شخوص النص، فالكارهون لتغيير رمضان الصورى لديانته يمارسون كل المحرمات لكنهم مسلمون يكرهون من يخرج من الملة، والشيخ عيسى الطالب الأزهرى صاحب الكرامات بمجرد أن يذهب للسباحة يصاب بما يشبه اللوثة «وتسقط قشرة التدين» بعد أن أصبح وسط اليونانيات الفاتنات فى الماء، ولا يعانى فقط المصريون من حالة الفصام تلك، بل يعانيها السياح العرب الذين يمارسون انفصاما آخر بالسؤال عن مواقيت الصلاة واتجاه القبلة ثم يطلبون زجاجة الويسكي، ويعانيها اليونانيون أنفسهم فى بعض الأحيان، حيث ستكتشف أن القس شاذ، وحتى كوستا الشريك البخيل فى مطعم الفلاحين يشعل الشموع للقديسين ويطلب الرزق.. وعندما يزدحم المطعم ينفخ فى الشمعة ولا ينظر فى وجه القديسين.

ويتقاطع النص مع أدب الرحلات, السيرة الذاتية، لكنه نص روائى بامتياز، مزج الكاتب فى لغته بين العامية والفصحى والمصطلحات اليونانية، وقد يبدو النص فقيرا فى مفرداته الجمالية، وهى سمة الحكاء المعنى بالحكي، لكن النص غنى بصوره الجمالية الكلية، كما تميزت أجزاء كثيرة بخفة دم شديدة، رغم قسوة الظروف فى بعض الأحيان.

وربما يكون المفتاح الأول لقراءة النص فى تلك الجملة..»نحن من أبناء تلك البلد البعيدة أسيوط، ولدتنا أمهاتنا فقراء، لكننا عشنا.. نقلى قشر البطيخ، ونبيعه للغرباء على أنه سمك فيليه، ويتهموننا بالبخل، وبأن قرد وأسيوطى خرّبا مدينة».

ولا يخلو النص من روح دعابة ومواقف ساخرة، مستعرضا نماذجا مختلفة من المهاجرين بدءا من الإيرانى الشيوعي، والجزائرى الذى يحاول رمضان ان يدخله الإسلام وغيرهما من النماذج، كما يستعرض نماذج ليونانيين عاشوا فى مصر وعشقوها وتمنوا ألا يخرجوا منها ومن ذلك الفنان، الذى كان يعزف فى أفلام محمد فوزى وهى حالة من تبادل العشق عاشها البطل ذاته الذى تمنى ان يعود الى اليونان وعندما عاد كانت اليونان القديمة قد تغيرت وتنسحق تحت وطأة العولمة والفقر والتضخم واليورو فى مشهد ختامى مؤثر اختفت فيه تلك المدينة واختفت العمة تولا وإن بقيت فى وجدان البطل.

أخذنا الروائى إلى ميادين سى ديغما وامونيا، وركبنا المترو ذى العربات الخشبية، حيث لكل وقت فى المترو خصائصه، وأخذنا إلى مطعم الفلاحين «فلاخوس»، حيث يمكن للسائح رؤية بانوراما اثينا من ارتفاع الف قدم، من جبل بلاكا، الصاعد إلى الأكروبول، وغيرها من مشاهد وعادات واحتفاليات القري، وكما بدت المشاهد نابضة أراد الكاتب أن يجعل من نصه وثيقة تاريخية بأن ذكر الأسماء الحقيقية لشخوص كتوفيق عبد الحى وغيره من الشخوص، الذين التقاهم بطل النص فى رواية تحتاج إلى الكثير من الوقفات النقدية.

الأحد، 13 سبتمبر 2015

هل مشكاوات المتحف الاسلامي أصلية‮!‬

هل مشكاوات المتحف الاسلامي أصلية‮!‬



هل مشكاوات المتحف الاسلامي أصلية‮!‬
الآثار تعلن سرقة ثلاثة والمسروق خمسة
12/09/2015 09:50:51 ص 

نفيسة عبد الفتاح
خمس مشكاوات بالتمام تمت سرقتها وليس فقط ثلاثا‮.. ‬وحده الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية الذي كشف في تصريحات في مايو الماضي عن كارثة سرقة‮ ‬4‮ ‬مشكاوات من‮ ‬5‮ ‬مشكاوات بمخازن متحف الحضارة بالفسطاط‮ ‬،‮ ‬وهو التصريح الذي مثل جزءا من الحقيقة لكنه ذهب إلي طي النسيان وسط تعتيم كامل من الوزارة علي الحقيقة التي نكشف عنها الآن‮.. ‬وكانت وزارة الآثار قد أعلنت عدد من الحملات الفيسبوكية ضد صمتها وتخاذلها عن فقد‮ ‬3‮ ‬مشكاوات واستبدالها بأخري مزيفة‮ ‬،‮ ‬وأكدت أن التفاوض جار لاستعادة المشكاوات التي تم تهريبها وبيعها‮ ..‬وعلي الرغم من محاولة الآثار استرداد المشكاوات المفقودة‮ ..‬إلا أن ماتوصلنا له من حقائق‮ ‬يؤكد أننا بصدد كارثة‮ ‬غير مقبولة وإهمال‮ ‬غير مسبوق أدي الي فقد خمس مشكاوات،‮ ‬وماخفي كان أعظم‮ ‬،حيث تبقي مشكاة من الخمس لا نعرف من أي المتاحف سرقت‮ ‬،‮ ‬وان كان الترجيح انها سرقت من متحف الفن الإسلامي،‮ ‬وهو ما‮ ‬يجعلنا بصدد مناقشة أن‮ ‬يكون هناك مشكاوات أخري مقلدة بالمتحف الإسلامي لا‮ ‬يعرف أحد عنها شيئا‮..‬بما‮ ‬يتطلب سرعة جرد مقتنياته وهو مطلب لا نضمن تنفيذه في ظل حالة من الإهمال والتراخي في جرد مقتنيات المخازن المتحفية وجرد العهد بشكل عام في متاحف مصر حيث لا تتحرك الوزارة إلا مع وقوع الكوارث وهو بالضبط ماحدث في متحف الحضارة عندما ضبطت شرطة السياحة والأثار قنينة اصلية‮ ‬يحاول احد العاملين بالمتحف إعادتها واسترداد المقلدة التي وضعها مكانها،‮ ‬وذلك خشية افتضاح أمره بعد اكتشاف قصة المشكاوات المهربة حيث تم تشكيل لجنة لفحص المشكاوات الموجودة في المخزن‮ .‬
ووفقا لتقريرين أعدتهما لجنتان مختلفتان شكلتهما الوزارة الواحدة تلو الأخري‮ ‬،‮ ‬صدر التقرير الأول منهما في نوفمبر‮ ‬2014‮ ‬،‮ ‬وكان‮ ‬يبحث فقط بشأن‮ ‬3‮ ‬مشكاوات بيعت خارج مصر لثري عربي‮  ‬،‮ ‬وأثبت التقرير أن اثنتين منها كانتا مسجلتين في دفاتر المتحف الاسلامي ونقلتا لمتحف الحضارة بينما تلم‮ ‬يقطع بشيء بشأن المشكاة الثالثة موصيا بضرورة الحصول علي مزيد من الصور لتحديد الموقف منها،‮ ‬ولم تتعرض تلك اللجنة نهائيا لأثرية المشكاوات وهو امر‮ ‬يثير الدهشة لأنها تتغاضي عن الموضوع‮  ‬برمته وكان بين أعضاء اللجنة الدكتور أحمد الشوكي المشرف الحالي علي متحف الفن الإسلامي ويرأسها د‮. ‬نادر محمود عبد الدايم،‮ ‬وتأتي خطورة عدم تعرف اللجنة علي تزييف مشكاوات الحضارة لأنها كانت تؤدي عملها بمقارنة الصور القادمة من لندن للمشكاوات المباعة بالمشكاوات التي‮ ‬يفترض أنها الحقيقية الموجودة بمتحف الحضارة ثم قارنت نفس الصور بصور المشكاوات الخاصة بالمتحف الإسلامي الموجودة‮ ‬،‮ ‬مستعينة بكتاب أعده الفرنسي"جاستون فييت‮" ‬وهو أحد مصادر التوثيق وهو مأخذ آخر‮ ‬يشير إلي سوء إدارة وزارة الآثار التي لا تولي اهتماما لتوثيق المقتنيات بالصور،‮ ‬ومن ذلك بالطبع المقتنيات الموجودة في المتحف الإسلامي التي لا نملك لها سجلا مصورا وانما فقط بطاقات وصف إضافة إلي بعض الجهود الفردية للتوثيق من خلال بحوث المهتمين او رسائل الماجستير،‮ ‬وهو أمر‮ ‬يسهل عمليات السرقة والاستبدال ويجعل مقارنة المقتنيات الأصلية والمقلدة في منتهي الصعوبة ويجعل البدء الآن في التوثيق‮ ‬يحتمل مخاطر جسيمة حيث‮ ‬يمكن توثيق مشكاوات مقلدة علي انها اصلية مادامت اللجنة الأولي التي لم تستطع ان تميز المقلدة من الأصلية في فضيحة‮ ‬غير مسبوقة‮ .‬
وقد تشكلت اللجنة الثانية برئاسة الدكتور مجدي عبد الجواد علوان رئيس قسم الآثار بكلية الأداب جامعة اسيوط وهو خبير بأمر تلك المشكاوات لأنه مكتشف إحدي القطع التي تم تهريبها إلي الخارج‮ ‬،‮ ‬وقد اكدت اللجنة الثانية في تقريرها الصادر في مايو‮ ‬2015‮ ‬تقليد4‮ ‬مشكاوات من‮ ‬5‮ ‬مشكاوات في متحف الحضارة بأرقام‮ ‬641،‮ ‬330،‮ ‬287،283‮ .‬
وكانت الدكتورة دوريس أبو سيف أستاذ الآثار الإسلامية بانجلترا التي فجرت القضية‮ ‬،‮ ‬وأبلغت مسئولين بوزاره الاثار قد طالبتهم مرارا بسرعه اتخاذ الاجراءات اللازمه لاعادة القطع المسروقة الي جانب جرد المقتنيات الزجاجيه التي لديهم من مشكاوات وارسال نشرة للانتربول ومخاطبة صالات المزادات رسميا لإثبات انها قطع اثرية مسروقة لحظر بيعها‮. ‬،وكعادته لم‮ ‬يخرج علينا وزير الاثار بتصريح طوال كل تلك المدة‮ ‬،‮ ‬وجاء اول تصريح‮ ‬يعترف بأن هناك‮ ‬3‮ ‬مشكاوات مقلدة بمتحف الحضارة وانه جار العمل لاستعادتها علي لسان مدير إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار،‮ ‬في مايو‮ ‬2015‮ ‬أكد فيه أن اللجنة العلمية التي شكلتها وزارة الآثار أثبتت في‮ ‬25‮ ‬نوفمبر‮ ‬2014‮ ‬أن هناك‮ ‬3‮ ‬مشكاوات مقلدة بمخزن المتحف القومي للحضارة‮ !!‬
وفي اعقاب انتهاء اللجنة الأولي تم تشكيل لجنة اخري للبت صراحة في اثرية المشكاوات المودعة في مخازن متحف الحضارة وعددها‮ ‬5‮ ‬مشكاوات،‮ ‬وأضاف‮ "‬علي‮" ‬هناك لجنة بدأت عملها منذ فترة قريبة لجرد جميع القطع الأثرية المودعة بمخازن متحف الحضارة بعد ضبط المتورط في استبدال القنينة الأثرية متلبسا‮.‬
الكارثة الحقيقية اننا اصبحنا نتكلم عن قطعة رابعة مزيفة رقمها‮ ‬283‮ ‬ويفترض أنها موجودة بمخزن متحف الحضارة لكنها هربت ولا‮ ‬يعلم احد اين ذهبت قطعتها الأصلية‮ ‬،‮ ‬كما ان القطعة الثالثة التي بيعت هي بالفعل قطعة اثرية لكن اللجنة‮ ‬لم تعرف ترقمها أو المكان الذي تم تهريبها منه لأنها طبقا للصور‮ ‬المتاحة ليست القطعة‮ ‬287،‮ ‬بينما القطعة‮ ‬287‮ ‬استبدلت بقطعة مقلدة وهو ما‮ ‬يجعلنا في مواجهة‮ ‬3‮ ‬قطع ضائعة هي‮ : "‬287‮ ‬،‮ ‬القطعة الثالثة الموجودة في لندن‮ ‬،‮ ‬القطعة‮ ‬283‮ " ‬وهو مايجعل العدد خمس مشكاوات بما‮ ‬يفتح باب الشكوك واسعا في ان تكون قطعا بالمتحف الإسلامي قد تم تقليدها أيضا بل‮ ‬يفتح الباب واسعا للتشكيك في مقتنيات أخري في كل مكان علي ارض مصر‮.‬

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

'إيلان'.. رجاء.. لا تقبل اعتذارًا | نفيسة عبد الفتاح | بوابة الأسبوع

'إيلان'.. رجاء.. لا تقبل اعتذارًا | نفيسة عبد الفتاح | بوابة الأسبوع

إيلان'.. رجاء.. لا تقبل اعتذارًا
الأثنين 7/9/2015 الساعة 1:10 صباحا
نفيسة عبد الفتاح
رجاء.. 'إيلان' لا تقبل اعتذار أحد.. رجاء.. أعلم انك ملاك جميل الآن تحلق في جنة الخلد وسط ولدان مخلدين لا يرهقهم جوع ولا مصارعة موج.. أعلم أنك الآن لا تكره أحدًا ولا تشعر إلا بتلك السعادة الأبدية.. لكننا هنا.. في أرض النفاق نعيش يا إيلان.. فاشف صدورنا ولاتقبل اعتذار أحد.. أو علي الأقل دعنا نؤازر أباك لأنه لم يمنحهم صك غفران يغسلون به أياديهم أمام الرب والبشر.. رفض أبوك ــ حتي الآن ــ قبول حق لجوء إلي دولة قد تكفل له حياة كان قد تمناها.. لكن أمنيته ماتت.. دفنت في عرض بحر التقم قلبه وكل أمل له في الحياة لحظة أن أطبق موجه علي أجسادكم، أنتم كل ماكان يملك في حياة مخيفة قاسية.. أنتم ولداه وزوجته، أنتم من أعلن موتكم غرق إنسانية العالم..
أعلم يا إيلان أنه لا أحد يموت منقوص العمر.. لا أحد يجوع وله رزق.. لكننا يمكن ان نغتال غدرًا.. يمكن أن نسرق ويحبس عنا مالنا وطعامنا.. كلها مشيئة الله.. لكن المشيئة صنفان.. مشيئة لا تحتاج لمسبب خارجي.. نعم يا طفلي الجميل كان يمكن ان تموت في فراشك بلامرض.. لكن كل مشتقات أفعال الغدر والخيانة والسرقة والقتل حتي غير العمد منه قد تكون أسبابا للمشيئة.. أسباب لا تمر دون عقاب.. أبوك المكلوم بغرقك وغرق أخيك وأمكما كان قراره أن يفر في قارب من تركيا إلي اليونان، كنتم ضحية مقاولين للموت. مقاولين تاجرا بحياة ضعفاء يحلمون بلقمة نظيفة وحياة كريمة، أحدهما تركي والآخر سوري في مفارقة سياسية مذهلة، محترفان في تلك التجارة، وإلا ما تمكنا من الهرب عند انقلاب القارب، صارعتم الغرق لكن أباك كان قد انهزم سلفا في صراعه ضد تجار الإنسانية والمبادئ.. لا فرق بين تركيا والكيان الصهيوني في تلك القضية تحديدًا.. الكيان الصهيوني يفرق بين العاملين من اليهود العرب والعاملين من يهود أوربا.. العرب يبخسون أجورهم والأوربيون يتقاضون أجرًا ومميزات أعلي بكثير.. السوري المكلوم كان يعمل في البناء في تركيا بربع الأجر الذي كان يتقاضاه العامل التركي.. الفارق الوحيد أن تركيا بلد يدعي أنه إسلامي ومواقفه مع مناصرة ما أسماه شرعية في مصر معلومة، بلد يتحفنا بصور بكاء زعمائه علي ما يقولون إنه يحدث للإسلام.. هي المشيئة يا إيلان أن نعيش في عالم يحكمه أصحاب الوجوه المتلونة والقلوب المتحجرة والمدعون والمجرمون والقتلة واللصوص.. هي المشيئة ان نكتوي من نفاقهم وسواد قلوبهم.. ضوابط مالك الملك معلومة.. لكن الغابة الأرضية التي يظن أهلها أنهم قادرون علي حكمها حكما بشريا لا ترضي بقوانين السماء، تنتظر الصواعق والبراكين والخسف والأعاصير والموت السريري للظالمين لتعترف بأن الرب قادر، أما عن القانون الدولي البشري فمهما كان مهترئا.. ستبقي مشكلته الكبري فيمن يطبقونه.. لأنهم أنفسهم مجرمون.. أياديهم ملوثة بدماء البشر في كل مكان.. الحكم خصم يا إيلان لن يمكنه ان يقول لنا ماحكم التمييز بين البشر إلي حد أن يختار أب مخاطرة الموت غرقا علي البقاء في بلد لا يكفل له طعام أطفاله.. ماتت ضمائرهم دائمًا يا إيلان، لم تكن الأول.. ولن تكون الأخير، تاجروا قبلك بكل طفل مات في سوريا من جراء قصف.. ثم وهبوا من يقتل غيره سلاحًا أشد وأفتك.. أنتم وغيركم من شهداء جشعهم ومخططاتهم مجرد أدوات تخدم مصالحهم.. أطلب من أبيك ان يصمد يا صغيري.. أطلب منه ألا يمنحهم شرف البكاء علي قبرك.. شرف التبرؤ من عار قتل براءتك.. وادع لنا رغم كل شيء.. بعالم أفضل.

الأربعاء، 26 أغسطس 2015

الساحرة التى تداوينى "مقال"

  الساحرة التى تداوينى

نفيسة عبد الفتاح


أداوى الروح بالكتابة .. أحرر طفلة يأست من قتلها سنوات طويلة من الغوص فى آلام النفس والناس، اجعلها تقفز طليقة تحت أغصان حديقتى الملونة بأبدع الزهور، أبقيتها فى الروح  ترتدى فستان العيد ،وتضع شرائطها الملونة وتلبس جوربها ناصع البياض وحذاءها الجديد اللامع كالمرآة، أبقيتها رغم أنف المبانى القبيحة والشوارع المختنقة والعشوائيات الكئيبة وأكوام القمامة والأعياد الحزينة، أطلق الفارس الذى أعرف أنه يسكننى لكنه مختنق، يحسبون عليه كلماته وزفراته، ترقبه ألف عين من عيون المخبرين، أعبرعن أمومتى التى يسرقها منى زيف أوهام زرعوها فى نفوس أبنائنا، أحالوهم إلى آلات تضغط أزرار العالم الافتراضى وتظن كذبا أنها أبواب الحياة ، تميت فيهم تواصل أرواحهم وتغلق عليهم أسوار سجن وهمى لظنون وأوهام لا يفلت منه إلا من رحم ربى، أحارب خجلى من وجوه تبتسم لى بمودة زائفة وادعاءات محبة كاذبة، فقط لأنها تريد أن أظل صامتة عن قول الحق، تطلب ذلك باسم العشرة والعيش والملح ، بينما هى تقتات من لحوم كل من عرفتهم وتصعد على أجسادهم.. الكتابة سفرى إلى بلاد أحببتها وأناس تمنيت أن أراهم وقلوب تمنيت أن تحيط بى ، الكتابة هى النهايات السعيدة لقصص تمنيت ان تكون تلك خاتمتها،والامتداد لسيرة بشر قصم رحيلهم ظهرى.. أحرق بها شيطانا رجيما يعاودنى هامسا : ماذا جنيت غير أوجاع  لم يفهم سرها الأطباء؟ ..الكتابة تلك الساحرة ..التى يجعلها البعض عوجا و طمسا للحقائق ومد جسور للظلام ..بينما يفتح بها البعض أبواب الاستقامة ويمد طرق النور ..أتمكن عبرها من اقتطاف مغزى قد لا يلتفت له الآخرون ..من عميق بئر الألم .. من ذروة لحظات الفرح.. ربما قليلون من يقتطفون تلك الثمرة ..عندما كتبت لأبى "رحمه الله " وهو على فراش مرضه الأخير منذ مايقرب من ثلاثين عاما "كأن الجرح يا أبتى عنيد جاء يلقاك ..ينازل فيك بالبأس وبالألم تحداك ..قديما جدت بالمال ..وجاد اليوم جنباك ..فلا تحزن ولا تهن ..وقل يارب رحماك ..فلا الألم سينتصر ولا المولى سينساك " منحنى يومها كلمة واحدة وكأنها نياشين العالم ..كتب لى "كويس" ووقع باسمه على ورقتى الصغيرة .. كانت تلك "الكلمة" منحة من عشرات المنح الجميلة التى زودنى يها لرحلة لا أعلم متى تنتهى .. وكانت تلك الأبيات هى "كلمتى" التى حاربت بها عجزى عن تخفيف ألم أعز الناس .. كتبت بقلبى لأخفف عنه ألما ماتبرم منه قط .. فقد كان يعلم يقينا ويصرح أنه ذاهب إلى لقاء ربه الحبيب .. نعم ..أزعم أننى التقطت المعنى وفهمت ماقصده .. حاولت أن أجود أكثر وأنا  أحاول أن أداوى الآخرين بما أكتب ربما أحصل على تقدير "ممتاز" رغم المقام الرفيع الذى وضعت فيه كلمة أبى "كُوَيسْ".. فهمت أن بعضهم رغم تقديرهم لكلمتى إلا أنهم ليسوا بحاجة لدوائى لأنهم تصالحوا مع أنفسهم وتعافوا رغم ظاهر مرضهم .. بعضهم استعصى على الدواء .. بعضهم يذكر لى بكل الخير كلمة غيرت عنده الكثير ..أما انا فقد داويت نفسى كثيرا بالكلمة .. فشلت قليلا ..نجحت كثيرا ..لكننى ازعم أننى لولاها ربما مت ألف ألف مرة .

رحيل

السيدة التى غادرت الممر الضيق توا، لم تصدق أنها عبرت.. تلاشت قوانين الفيزياء، بقى فقط أثر لإحساس رقيق بأن قبضة محبة كانت تحاول ان تستبقيها ..طرق ودوى وخشخشة وهمهمة وصوت مختنق من مذياع قديم ..تودع الضجيج ..كل الأصوات من خلفها كانت مسموعة.. كثير منها يدعو لها بسلامة الوصول ..الشامتون صامتون..الغاضبون عاجزون..السيدة التى غادرت الممر الضيق توا..كان بإمكانها النظر إليهم جميعا وهى تبتسم أخيرا 

الاثنين، 24 أغسطس 2015

صلوات الله عليه

ومن لم يكتحل من نور وجهك ..فما رأت عيناه بعد نورا.. ومن لم تعطه من جود كفك ..فلن يغني وإن سكن القصورا

الاثنين، 17 أغسطس 2015

سفر

الأجساد لا تعود ..والذكريات الحلوة تبقى .. زادنا فى محطة مزدحمة صاخبة .. لا أحد بإمكانه استبقاء المغادرون سريعا .. العربات الفاخرة للرحيل لا تلتفت إلا إلى قلوب البشر .. تذاكرنا محجوزة .. لن نعرف على أى الدرجات.. إلا عندما نتسلمها فى موعد لا يحتمل الخطأ

وداعا

بشير عياد ..ابتهال سالم ..وجع رحيلكما المفاجىء سيدوم طويلا ..رحمكما الله رحمة واسعة 

معصية


كيف أحببتك وكرهتني ..كيف مت ولم تقرأ لروحي آية.. لم تقل حتي سلاما.. الموتي لا يكرهون ..لا يغضبون ..عالم النقاء لا يحتمل الا الاشفاق علي العصاة ..وانا معصيتك

كلمة السر.. بلاطة | نفيسة عبد الفتاح | بوابة الأسبوع

كلمة السر.. بلاطة | نفيسة عبد الفتاح | بوابة الأسبوع

كلمة السر 'بلاطة'، وحكاية البلاطة عند المصريين تحتاج إلي وقفة، نستخدم مصطلح 'تحت البلاطة' دلالة علي ما نكنزه من مال، و'علي بلاطة' دلالة علي أننا سنقول الحقيقة دون مواربة أو تجميل، و'الولد بلاطة' تعني أنه لا يعرف شيئًا علي الإطلاق' و'جابه علي البلاطة' دلالة علي أنه سلبه كل ماله فلم يعد يملك شيئًا، ويقال إن حكاية الأموال المخبأة تحت البلاطة أصلها بدأ في فترة عدم وجود البنوك حيث كان بعض الناس يعمدون إلي خلع بلاطة من الأرض وعمل حفرة صغيرة تحتها يخبئون فيها مدخراتهم خوفًا من السرقة، وكان ذلك يحدث غالبًا في الدور الأرضي، وتنتشر استخدامات كلمة بلاطة المشابهة لاستخدامات المصريين في بعض البلدان العربية، بل وتحمل بعض الأماكن في تلك البلدان اسم 'بلاطة'، والبلاطة في المعجم هي واحدة البلاط 'مصنوع من الحجارة'، و'أبلط الرجل' أي افتقر وذهب ماله، وأبلطه اللص تعني سلبه ولم يدع له شيئًا، بينما أبلط المطر الأرض: أصاب بلاطها فلم يترك علي ظهرها ترابًا ولا غبارًا، وتبدو معاني المعجم للبلاطة غير بعيدة عن استخدامات المصريين الشائعة للكلمة، باستثناء مصطلح 'علي بلاطة' الذي يمكن أن يحتمل معني أن ذلك الكلام هو الصراحة الكاملة كما هو وجه البلاطة المكشوف للجميع، ومصطلح 'بلاطة' بمعني أنه لم يكتسب شيئًا ليرتفع بقدره عن مستوي الأرض أو الحضيض، وتقال علي المعدم في أي شيء.
المصريون يملكون دون شك كمًّا من الأمثال الشعبية والمصطلحات المدهشة، لكنهم أيضًا يملكون القدرة علي إدهاش الدنيا، أفضل أحوالهم عندما يستشعرون خطرًا علي الوطن، وأجمل أحوالهم عندما يسعون للفرح، لقد سعي المصريون لفرح مستحق بعد طول معاناة، بعد أيام عجاف بلا مشروع قومي يلتفون حوله، أيام سعي فيها أعداؤهم لإفقارهم وإرهابهم، فكانت كلمة السر.. الشعب الأعجوبة أخرج من تحت البلاطة 64 مليارًا في ثمانية أيام، دفعها من حر ماله سعيدًا، في غمضة عين كما يقولون، وفي غمضة عين أخري تم حفر القناة وافتتاحها، البلاطات التي ترمز للمدخر في البيوت، هي أبدع ما فعله المصريون للوصول إلي يوم من أجمل أيام مصر.. افتتاح قناة السويس.. فما أجملها من بلاطات أذلت كلَّ مِنْ تصور أن أرزاقنا ومقدراتنا بيديه وحملت كل تلك الفرحة إلي بيوتنا وشوارعنا.

الأحد، 16 أغسطس 2015

اتهموا مجلس مدينة دمنهور بالتزوير لصالح بناء مول

اتهموا مجلس مدينة دمنهور بالتزوير لصالح بناء مول

اتهموا مجلس مدينة دمنهور بالتزوير لصالح بناء مول
المثقفون في مواجهة‮ »‬البزنس‮« ‬والإرهاب
15/08/2015 11:25:34 ص 

نفيسة عبد الفتاح
تتجدد أزمة قصر ثقافة مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة،‮ ‬يتواطأ رجال الأعمال بكل سطوتهم لسلب المدينة قصرها الثقافي الجديد الذي خصصت له قطعة ارض بقرار من مجلس الوزراء،‮ ‬وذلك بعد ان فقدت المدينة قصرها القديم الذي كان مقاما علي‮ ‬4000‮ ‬متر،‮ ‬بعد أن حكم القضاء مؤخرا لصالح اصحاب المحلات المستأجرة علي‮ ‬واجهته بينما جزؤه الخلفي كان قد صدر له قرار إزالة‮.‬

‮ ‬القطعة البديلة التي تم تخصيصها صارت فجأة محل نزاع،‮ ‬المتسببون بالنزاع محترفون لايفترض بهم الخطأ‮ ‬،‮ ‬لكن بناء مول تجاري علي نفس القطعة أهم من الثقافة تلك السلعة البائرة التي تتعامل مع العقول والقلوب ولا تفهم لغة الجيوب التي‮ ‬يجيدها رجال الأعمال الذين ستضع المحافظة‮ ‬يدها علي الأرض لصالحهم‮ ‬،‮ ‬الألعاب البهلوانية بدأت بالعبث أثناء استصدار قرار مجلس الوزراء رقم‮ ‬611‮ ‬لسنة‮ ‬2014‮ ‬بتخصيص قطعة الأرض،‮ ‬وعندما حاولت هيئة قصور الثقافة ان تشرع في البناء أوقف مجلس محلي المدينة التراخيص بحجة خطأ الأبعاد رغم انه هو نفسه من ارسل الأبعاد لمجلس الوزراء‮.‬
الشاعر سعيد عبد المقصود الذي أثار القضية‮ ‬يؤكد أن الرسومات الهندسية معدة بالفعل لتتحول الأرض المعدة لقصر الثقافة إلي مول تجاري‮ ‬يحمل اسم‮ "‬دمنهور سيتي ستارز‮"‬،‮ ‬ويبدو ان وجود مديرية الثقافة علي جزء من الأرض التي تم تحديد بقيتها لتكون قصر الثقافة شكل عقبة منذ البداية في سبيل ان تكون الأرض خالصة لصالح المول التجاري،‮  ‬وهو ما وضع أصحاب العقول الجهنمية من الموظفين في مأزق كان التخلص منه هو المناورة للوصول في النهاية إلي قبول المثقفين ببديل آخر في أي منطقة وهو مايجعل أرض قصر الثقافة خالصة للمول التجاري،‮ ‬ويؤكد عبد المقصود ان البدائل التي طرحت كانت في مناطق شعبية وأفضلها‮ ‬يفصل بينه وبين المسجد ممر‮ ‬4‮ ‬مترات،‮ ‬وقد اكدت القوات المسلحة ان تلك الأرض بها عيوب تمنع التنفيذ الهندسي،‮ ‬منها ان بناء قصر الثقافة سيتسبب في‮ ‬غلق واجهة المسجد،‮ ‬إضافة إلي أن الأنشطة داخل القصر الذي سيبني علي هذا القرب قد تتسبب في‮ "‬الشوشرة‮" ‬علي الشعائرالتي قامت في المسجد،‮ ‬وعلي الرغم من أنه لا‮ ‬ينبغي الجدال في قضية خصوصية التعامل مع المساجد واحترام الشعائر الدينية،‮ ‬إلا أن السادة الموظفين لا‮ ‬يلتفتون إلي انهم‮ ‬يتسببون في أزمة امن قومي بدعوة صريحة للإرهاب بهذا التفكير المعوج بتخصيص تلك القطعة تحديدا،‮ ‬ويؤكد سعيد عبد المقصود أنه طرح علي المحافظ فكرة اقتصادية متعارف عليها ببناء المول في منطقة جديدة بما سيجعلها منطقة جذب وامتدادا عمرانيا جديدا،‮  ‬كما حدث في منطقة بناء المولات بالأسكندرية،‮ ‬التي أصبحت من اجمل المناطق هناك الان وارتفع سعر متر الأرض بها بشدة،‮ ‬لكن المحافظ الدكتور محمد سلطان الذي‮ ‬يدعي انه‮ ‬يبحث عن المصلحة العامة لم‮ ‬يتخذ قرارا،‮ ‬والموظفون تحت إدارته‮ ‬يقدمون له المعلومات التي تصب في مصلحة تعطيل البناء والمساومة لصالح ان‮ ‬يسلب المول الأرض،‮ ‬بما‮ ‬يضع عشرا من علامات الاستفهام حول موقفهم لصالح المستثمرين،‮ ‬وهو الموقف الذي تحاول المهندسة الادعاء بعدم وجود مصلحة من ورائه بقولها‮ "‬احنا مالناش ناقة ولا جمل‮" !!‬،‮ ‬الرائحة التي تفوح من وراء التلاعب في مساحة الأرض وحدودها من مجلس مدينة دمنهور الذي‮ ‬يعطل الآن الترخيص كنتيجة للتزوير الذي‮ ‬قام به بنفسه،‮ ‬والتلاعب الذي تقوم به ادارة الممتلكات،‮ ‬لأرض قد‮ ‬يصل سعر المتر فيها إلي مائة الف جنيه،‮ ‬واختفاء المسئولين من الاجتماع الذي تم بحضور الشاعر سعيد عبد المقصود لمتابعة الموقف‮ ‬،‮ ‬كلها امور تشير إلي ان مايدور في الخفاء رائحته تزكم الأنوقف خاصة وان أوراق المول كلها بتواريخ تالية علي تاريخ تخصيص الأرض لقصر الثقافة،‮ ‬كما ألقت لجنة الفتوي بالمحافظة بالكرة في ملعب مجلس المدينة بقولها انه اذا كان مجلس المدينة لايرغب في تسليم الأرض فليعلن عن ذلك صراحة،‮ ‬وأشارت في خطابها إلي وجود مقر مديرية الثقافة بالبحيرة من الستينيات وصحة قرار التخصيص ووجوب تصحيح الابعاد المحددة للمساحة التي تم اقرارها من مجلس الوزراء من مجلس محلي مدينة دمنهور لأنه المسئول عن هذا الخطأ‮. ‬ولم‮ ‬يقبل المسئولون بالمجلس المحلي الحل الذي اقترحته مديرة التخطيط،‮ ‬بأن‮ ‬يتم خصم المساحة الخضراء،‮ ‬بعرض‮ ‬يزيد قليلا علي‮ ‬عشرة أمتار من الحدود التي وقع عليها مجلس الوزراء وهو مايعني ان الأرض ستصبح أقل في المساحة‮ "‬مع بقاء المساحة الخضراء خارجها وفي نفس الوقت تكمل المساحة إلي ما نص عليه قرار التخصيص‮" ‬وبذلك تنتهي مشكلة الفارق بين المساحة بقرار التخصيص وما‮ ‬يدعي مجلس المدينة انه المساحة الفعلية للأرض ويتم التوفيق بين قرار مجلس الوزراء ومساحة الأرض علي الطبيعة،‮ ‬وقد تم رفض هذا الاقتراح أيضا‮!‬
ويتساءل سعيد عبد المقصود‮: ‬ما مدي صحة سفر المحافظ لليونان برفقة رجال الأعمال وتعطيل قرار الترخيص لقصر الثقافة عقب العودة مباشرة‮.‬
وما صحة الحوارات التي تدور الآن مع مجموعة استثمارية عربية لتأسيس مول العرب بدمنهور وعلي كامل مساحة قطعة أرض المعارض دون مراعاة لوجود مديرية ثقافة البحيرة التي أسسها المرحوم وجيه أباظة محافظ البحيرة وقرار التخصيص الصادر لمساحة‮ ‬1150‮ ‬مترا لانشاء قصر ثقافة دمنهور‮.‬
ويتساءل أيضا‮: ‬من المسئول عن توقيع رئيس مجلس الوزراء علي أبعاد مزورة لاتزيد علي‮ ‬800‮ ‬متر،‮ ‬ويضيف أنه من المؤسف أن المحافظ‮ ‬يقوم بدور الذي لا‮ ‬يعرف علي الرغم من أن الهيئة خاطبت المحافظ بسرعة الانتهاء لتسليم قطعة الارض للادارة الهندسية للقوات المسلحة للانتهاء من المبني خلال عام علي أقصي تقدير‮.‬
وينهي عبد المقصود حديثه بتساؤل مشروع‮: ‬ما وجهة نظر المحافظ في الصراع بين الارهاب والتنوير وما مشروعه للقضاء علي الارهاب في محافظته وهل‮ ‬يري ثمن قطعة الارض أهم من دعم استراتيجية الدولة لمحاربة الارهاب والقضاء عليه؟
من ناحية أخري أصدرت لجنة الفتوي بالمحافظة خطابا تشير فيه لوجود مقر مديرية الثقافة بالبحيرة من الستينيات وصحة قرار التخصيص ووجوب تصحيح الابعاد المحددة للمساحة التي‮ ‬تم اقرارها من مجلس الوزراء من مجلس محلي مدينة دمنهور لانه المسئول عن هذا الخطأ المقصود‮.‬
محافظ البحيرة الذي تصدي له الأدباء في مايو الماضي و نقلوا عنه مقولته عندما أراد تحويل قصر الثقافة الي ابراج سكنية‮ "‬هاخدها مهما عملتوا ولو علي جثتي‮" ‬ووقتها تراجع وقرر استغلال المبني في‮ ‬إقامة الأنشطة الثقافية خلال شهر رمضان المعظم وعرض إبداعات الشباب والمثقفين من أبناء البحيرة‮ ‬،‮ ‬هو نفسه الذي‮ ‬يقف موقفا‮ ‬يدعو للتساؤلات الان من كل مايجري بخصوص قصر الثقافة،‮ ‬وقد اصدرت أمانة مؤتمر أدباء مصر بيانا واضحا بشأن تلك الممارسات جاء فيه‮:‬
ترفض وتدين أمانة أدباء مصر،‮ ‬موقف محافظ البحيرة من قصر ثقافة دمنهور ومحاولة تحويله لمول تجاري‮ ‬وتناشد السيد رئيس الجمهورية بالتدخل لمنع تشدد محافظ البحيرة في‮ ‬هذا الشأن وتعطيله لقرار التخصيص الصادر عن رئاسة مجاس الوزراء ‮١١٦ ‬لسنة ‮٤١٠٢‬،‮ ‬وتذكر الأمانة أن التعامل مع الثقافة علي أنها ترف أو ترفيه أدي بمصر للسقوط في‮ ‬منحدر التطرف والإرهاب،‮ ‬كما أدي لغياب قيمنا الأصيلة وانجراف المجتمع بين مطرقة الإرهاب وسندان‮ ‬غياب قيمنا وهويتنا والتأثر بثقافات العولمة التي‮ ‬تهدف لانجرار شبابنا لأفكار تعد شاذة عن هويتنا المصرية‮ ‬،‮ ‬وتصر الأمانة علي موقفها من رفض تحويل قصر ثقافة البحيرة من مركز إشعاع حضاري‮ ‬منتج للإبداع والأفكار لسوق تجاري‮ ‬للقطاع الخاص ولرجال‮ ‬الأعمال‮ ‬غير منتج بل‮ ‬يروج لمفهوم الاستهلاك‮.‬

اتهموا مجلس مدينة دمنهور بالتزوير لصالح بناء مول

اتهموا مجلس مدينة دمنهور بالتزوير لصالح بناء مول

اتهموا مجلس مدينة دمنهور بالتزوير لصالح بناء مول
المثقفون في مواجهة‮ »‬البزنس‮« ‬والإرهاب
15/08/2015 11:25:34 ص 

نفيسة عبد الفتاح
تتجدد أزمة قصر ثقافة مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة،‮ ‬يتواطأ رجال الأعمال بكل سطوتهم لسلب المدينة قصرها الثقافي الجديد الذي خصصت له قطعة ارض بقرار من مجلس الوزراء،‮ ‬وذلك بعد ان فقدت المدينة قصرها القديم الذي كان مقاما علي‮ ‬4000‮ ‬متر،‮ ‬بعد أن حكم القضاء مؤخرا لصالح اصحاب المحلات المستأجرة علي‮ ‬واجهته بينما جزؤه الخلفي كان قد صدر له قرار إزالة‮.‬

‮ ‬القطعة البديلة التي تم تخصيصها صارت فجأة محل نزاع،‮ ‬المتسببون بالنزاع محترفون لايفترض بهم الخطأ‮ ‬،‮ ‬لكن بناء مول تجاري علي نفس القطعة أهم من الثقافة تلك السلعة البائرة التي تتعامل مع العقول والقلوب ولا تفهم لغة الجيوب التي‮ ‬يجيدها رجال الأعمال الذين ستضع المحافظة‮ ‬يدها علي الأرض لصالحهم‮ ‬،‮ ‬الألعاب البهلوانية بدأت بالعبث أثناء استصدار قرار مجلس الوزراء رقم‮ ‬611‮ ‬لسنة‮ ‬2014‮ ‬بتخصيص قطعة الأرض،‮ ‬وعندما حاولت هيئة قصور الثقافة ان تشرع في البناء أوقف مجلس محلي المدينة التراخيص بحجة خطأ الأبعاد رغم انه هو نفسه من ارسل الأبعاد لمجلس الوزراء‮.‬
الشاعر سعيد عبد المقصود الذي أثار القضية‮ ‬يؤكد أن الرسومات الهندسية معدة بالفعل لتتحول الأرض المعدة لقصر الثقافة إلي مول تجاري‮ ‬يحمل اسم‮ "‬دمنهور سيتي ستارز‮"‬،‮ ‬ويبدو ان وجود مديرية الثقافة علي جزء من الأرض التي تم تحديد بقيتها لتكون قصر الثقافة شكل عقبة منذ البداية في سبيل ان تكون الأرض خالصة لصالح المول التجاري،‮  ‬وهو ما وضع أصحاب العقول الجهنمية من الموظفين في مأزق كان التخلص منه هو المناورة للوصول في النهاية إلي قبول المثقفين ببديل آخر في أي منطقة وهو مايجعل أرض قصر الثقافة خالصة للمول التجاري،‮ ‬ويؤكد عبد المقصود ان البدائل التي طرحت كانت في مناطق شعبية وأفضلها‮ ‬يفصل بينه وبين المسجد ممر‮ ‬4‮ ‬مترات،‮ ‬وقد اكدت القوات المسلحة ان تلك الأرض بها عيوب تمنع التنفيذ الهندسي،‮ ‬منها ان بناء قصر الثقافة سيتسبب في‮ ‬غلق واجهة المسجد،‮ ‬إضافة إلي أن الأنشطة داخل القصر الذي سيبني علي هذا القرب قد تتسبب في‮ "‬الشوشرة‮" ‬علي الشعائرالتي قامت في المسجد،‮ ‬وعلي الرغم من أنه لا‮ ‬ينبغي الجدال في قضية خصوصية التعامل مع المساجد واحترام الشعائر الدينية،‮ ‬إلا أن السادة الموظفين لا‮ ‬يلتفتون إلي انهم‮ ‬يتسببون في أزمة امن قومي بدعوة صريحة للإرهاب بهذا التفكير المعوج بتخصيص تلك القطعة تحديدا،‮ ‬ويؤكد سعيد عبد المقصود أنه طرح علي المحافظ فكرة اقتصادية متعارف عليها ببناء المول في منطقة جديدة بما سيجعلها منطقة جذب وامتدادا عمرانيا جديدا،‮  ‬كما حدث في منطقة بناء المولات بالأسكندرية،‮ ‬التي أصبحت من اجمل المناطق هناك الان وارتفع سعر متر الأرض بها بشدة،‮ ‬لكن المحافظ الدكتور محمد سلطان الذي‮ ‬يدعي انه‮ ‬يبحث عن المصلحة العامة لم‮ ‬يتخذ قرارا،‮ ‬والموظفون تحت إدارته‮ ‬يقدمون له المعلومات التي تصب في مصلحة تعطيل البناء والمساومة لصالح ان‮ ‬يسلب المول الأرض،‮ ‬بما‮ ‬يضع عشرا من علامات الاستفهام حول موقفهم لصالح المستثمرين،‮ ‬وهو الموقف الذي تحاول المهندسة الادعاء بعدم وجود مصلحة من ورائه بقولها‮ "‬احنا مالناش ناقة ولا جمل‮" !!‬،‮ ‬الرائحة التي تفوح من وراء التلاعب في مساحة الأرض وحدودها من مجلس مدينة دمنهور الذي‮ ‬يعطل الآن الترخيص كنتيجة للتزوير الذي‮ ‬قام به بنفسه،‮ ‬والتلاعب الذي تقوم به ادارة الممتلكات،‮ ‬لأرض قد‮ ‬يصل سعر المتر فيها إلي مائة الف جنيه،‮ ‬واختفاء المسئولين من الاجتماع الذي تم بحضور الشاعر سعيد عبد المقصود لمتابعة الموقف‮ ‬،‮ ‬كلها امور تشير إلي ان مايدور في الخفاء رائحته تزكم الأنوقف خاصة وان أوراق المول كلها بتواريخ تالية علي تاريخ تخصيص الأرض لقصر الثقافة،‮ ‬كما ألقت لجنة الفتوي بالمحافظة بالكرة في ملعب مجلس المدينة بقولها انه اذا كان مجلس المدينة لايرغب في تسليم الأرض فليعلن عن ذلك صراحة،‮ ‬وأشارت في خطابها إلي وجود مقر مديرية الثقافة بالبحيرة من الستينيات وصحة قرار التخصيص ووجوب تصحيح الابعاد المحددة للمساحة التي تم اقرارها من مجلس الوزراء من مجلس محلي مدينة دمنهور لأنه المسئول عن هذا الخطأ‮. ‬ولم‮ ‬يقبل المسئولون بالمجلس المحلي الحل الذي اقترحته مديرة التخطيط،‮ ‬بأن‮ ‬يتم خصم المساحة الخضراء،‮ ‬بعرض‮ ‬يزيد قليلا علي‮ ‬عشرة أمتار من الحدود التي وقع عليها مجلس الوزراء وهو مايعني ان الأرض ستصبح أقل في المساحة‮ "‬مع بقاء المساحة الخضراء خارجها وفي نفس الوقت تكمل المساحة إلي ما نص عليه قرار التخصيص‮" ‬وبذلك تنتهي مشكلة الفارق بين المساحة بقرار التخصيص وما‮ ‬يدعي مجلس المدينة انه المساحة الفعلية للأرض ويتم التوفيق بين قرار مجلس الوزراء ومساحة الأرض علي الطبيعة،‮ ‬وقد تم رفض هذا الاقتراح أيضا‮!‬
ويتساءل سعيد عبد المقصود‮: ‬ما مدي صحة سفر المحافظ لليونان برفقة رجال الأعمال وتعطيل قرار الترخيص لقصر الثقافة عقب العودة مباشرة‮.‬
وما صحة الحوارات التي تدور الآن مع مجموعة استثمارية عربية لتأسيس مول العرب بدمنهور وعلي كامل مساحة قطعة أرض المعارض دون مراعاة لوجود مديرية ثقافة البحيرة التي أسسها المرحوم وجيه أباظة محافظ البحيرة وقرار التخصيص الصادر لمساحة‮ ‬1150‮ ‬مترا لانشاء قصر ثقافة دمنهور‮.‬
ويتساءل أيضا‮: ‬من المسئول عن توقيع رئيس مجلس الوزراء علي أبعاد مزورة لاتزيد علي‮ ‬800‮ ‬متر،‮ ‬ويضيف أنه من المؤسف أن المحافظ‮ ‬يقوم بدور الذي لا‮ ‬يعرف علي الرغم من أن الهيئة خاطبت المحافظ بسرعة الانتهاء لتسليم قطعة الارض للادارة الهندسية للقوات المسلحة للانتهاء من المبني خلال عام علي أقصي تقدير‮.‬
وينهي عبد المقصود حديثه بتساؤل مشروع‮: ‬ما وجهة نظر المحافظ في الصراع بين الارهاب والتنوير وما مشروعه للقضاء علي الارهاب في محافظته وهل‮ ‬يري ثمن قطعة الارض أهم من دعم استراتيجية الدولة لمحاربة الارهاب والقضاء عليه؟
من ناحية أخري أصدرت لجنة الفتوي بالمحافظة خطابا تشير فيه لوجود مقر مديرية الثقافة بالبحيرة من الستينيات وصحة قرار التخصيص ووجوب تصحيح الابعاد المحددة للمساحة التي‮ ‬تم اقرارها من مجلس الوزراء من مجلس محلي مدينة دمنهور لانه المسئول عن هذا الخطأ المقصود‮.‬
محافظ البحيرة الذي تصدي له الأدباء في مايو الماضي و نقلوا عنه مقولته عندما أراد تحويل قصر الثقافة الي ابراج سكنية‮ "‬هاخدها مهما عملتوا ولو علي جثتي‮" ‬ووقتها تراجع وقرر استغلال المبني في‮ ‬إقامة الأنشطة الثقافية خلال شهر رمضان المعظم وعرض إبداعات الشباب والمثقفين من أبناء البحيرة‮ ‬،‮ ‬هو نفسه الذي‮ ‬يقف موقفا‮ ‬يدعو للتساؤلات الان من كل مايجري بخصوص قصر الثقافة،‮ ‬وقد اصدرت أمانة مؤتمر أدباء مصر بيانا واضحا بشأن تلك الممارسات جاء فيه‮:‬
ترفض وتدين أمانة أدباء مصر،‮ ‬موقف محافظ البحيرة من قصر ثقافة دمنهور ومحاولة تحويله لمول تجاري‮ ‬وتناشد السيد رئيس الجمهورية بالتدخل لمنع تشدد محافظ البحيرة في‮ ‬هذا الشأن وتعطيله لقرار التخصيص الصادر عن رئاسة مجاس الوزراء ‮١١٦ ‬لسنة ‮٤١٠٢‬،‮ ‬وتذكر الأمانة أن التعامل مع الثقافة علي أنها ترف أو ترفيه أدي بمصر للسقوط في‮ ‬منحدر التطرف والإرهاب،‮ ‬كما أدي لغياب قيمنا الأصيلة وانجراف المجتمع بين مطرقة الإرهاب وسندان‮ ‬غياب قيمنا وهويتنا والتأثر بثقافات العولمة التي‮ ‬تهدف لانجرار شبابنا لأفكار تعد شاذة عن هويتنا المصرية‮ ‬،‮ ‬وتصر الأمانة علي موقفها من رفض تحويل قصر ثقافة البحيرة من مركز إشعاع حضاري‮ ‬منتج للإبداع والأفكار لسوق تجاري‮ ‬للقطاع الخاص ولرجال‮ ‬الأعمال‮ ‬غير منتج بل‮ ‬يروج لمفهوم الاستهلاك‮.‬

اتهموا مجلس مدينة دمنهور بالتزوير لصالح بناء مول

اتهموا مجلس مدينة دمنهور بالتزوير لصالح بناء مول

اتهموا مجلس مدينة دمنهور بالتزوير لصالح بناء مول
المثقفون في مواجهة‮ »‬البزنس‮« ‬والإرهاب
15/08/2015 11:25:34 ص 

نفيسة عبد الفتاح
تتجدد أزمة قصر ثقافة مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة،‮ ‬يتواطأ رجال الأعمال بكل سطوتهم لسلب المدينة قصرها الثقافي الجديد الذي خصصت له قطعة ارض بقرار من مجلس الوزراء،‮ ‬وذلك بعد ان فقدت المدينة قصرها القديم الذي كان مقاما علي‮ ‬4000‮ ‬متر،‮ ‬بعد أن حكم القضاء مؤخرا لصالح اصحاب المحلات المستأجرة علي‮ ‬واجهته بينما جزؤه الخلفي كان قد صدر له قرار إزالة‮.‬

‮ ‬القطعة البديلة التي تم تخصيصها صارت فجأة محل نزاع،‮ ‬المتسببون بالنزاع محترفون لايفترض بهم الخطأ‮ ‬،‮ ‬لكن بناء مول تجاري علي نفس القطعة أهم من الثقافة تلك السلعة البائرة التي تتعامل مع العقول والقلوب ولا تفهم لغة الجيوب التي‮ ‬يجيدها رجال الأعمال الذين ستضع المحافظة‮ ‬يدها علي الأرض لصالحهم‮ ‬،‮ ‬الألعاب البهلوانية بدأت بالعبث أثناء استصدار قرار مجلس الوزراء رقم‮ ‬611‮ ‬لسنة‮ ‬2014‮ ‬بتخصيص قطعة الأرض،‮ ‬وعندما حاولت هيئة قصور الثقافة ان تشرع في البناء أوقف مجلس محلي المدينة التراخيص بحجة خطأ الأبعاد رغم انه هو نفسه من ارسل الأبعاد لمجلس الوزراء‮.‬
الشاعر سعيد عبد المقصود الذي أثار القضية‮ ‬يؤكد أن الرسومات الهندسية معدة بالفعل لتتحول الأرض المعدة لقصر الثقافة إلي مول تجاري‮ ‬يحمل اسم‮ "‬دمنهور سيتي ستارز‮"‬،‮ ‬ويبدو ان وجود مديرية الثقافة علي جزء من الأرض التي تم تحديد بقيتها لتكون قصر الثقافة شكل عقبة منذ البداية في سبيل ان تكون الأرض خالصة لصالح المول التجاري،‮  ‬وهو ما وضع أصحاب العقول الجهنمية من الموظفين في مأزق كان التخلص منه هو المناورة للوصول في النهاية إلي قبول المثقفين ببديل آخر في أي منطقة وهو مايجعل أرض قصر الثقافة خالصة للمول التجاري،‮ ‬ويؤكد عبد المقصود ان البدائل التي طرحت كانت في مناطق شعبية وأفضلها‮ ‬يفصل بينه وبين المسجد ممر‮ ‬4‮ ‬مترات،‮ ‬وقد اكدت القوات المسلحة ان تلك الأرض بها عيوب تمنع التنفيذ الهندسي،‮ ‬منها ان بناء قصر الثقافة سيتسبب في‮ ‬غلق واجهة المسجد،‮ ‬إضافة إلي أن الأنشطة داخل القصر الذي سيبني علي هذا القرب قد تتسبب في‮ "‬الشوشرة‮" ‬علي الشعائرالتي قامت في المسجد،‮ ‬وعلي الرغم من أنه لا‮ ‬ينبغي الجدال في قضية خصوصية التعامل مع المساجد واحترام الشعائر الدينية،‮ ‬إلا أن السادة الموظفين لا‮ ‬يلتفتون إلي انهم‮ ‬يتسببون في أزمة امن قومي بدعوة صريحة للإرهاب بهذا التفكير المعوج بتخصيص تلك القطعة تحديدا،‮ ‬ويؤكد سعيد عبد المقصود أنه طرح علي المحافظ فكرة اقتصادية متعارف عليها ببناء المول في منطقة جديدة بما سيجعلها منطقة جذب وامتدادا عمرانيا جديدا،‮  ‬كما حدث في منطقة بناء المولات بالأسكندرية،‮ ‬التي أصبحت من اجمل المناطق هناك الان وارتفع سعر متر الأرض بها بشدة،‮ ‬لكن المحافظ الدكتور محمد سلطان الذي‮ ‬يدعي انه‮ ‬يبحث عن المصلحة العامة لم‮ ‬يتخذ قرارا،‮ ‬والموظفون تحت إدارته‮ ‬يقدمون له المعلومات التي تصب في مصلحة تعطيل البناء والمساومة لصالح ان‮ ‬يسلب المول الأرض،‮ ‬بما‮ ‬يضع عشرا من علامات الاستفهام حول موقفهم لصالح المستثمرين،‮ ‬وهو الموقف الذي تحاول المهندسة الادعاء بعدم وجود مصلحة من ورائه بقولها‮ "‬احنا مالناش ناقة ولا جمل‮" !!‬،‮ ‬الرائحة التي تفوح من وراء التلاعب في مساحة الأرض وحدودها من مجلس مدينة دمنهور الذي‮ ‬يعطل الآن الترخيص كنتيجة للتزوير الذي‮ ‬قام به بنفسه،‮ ‬والتلاعب الذي تقوم به ادارة الممتلكات،‮ ‬لأرض قد‮ ‬يصل سعر المتر فيها إلي مائة الف جنيه،‮ ‬واختفاء المسئولين من الاجتماع الذي تم بحضور الشاعر سعيد عبد المقصود لمتابعة الموقف‮ ‬،‮ ‬كلها امور تشير إلي ان مايدور في الخفاء رائحته تزكم الأنوقف خاصة وان أوراق المول كلها بتواريخ تالية علي تاريخ تخصيص الأرض لقصر الثقافة،‮ ‬كما ألقت لجنة الفتوي بالمحافظة بالكرة في ملعب مجلس المدينة بقولها انه اذا كان مجلس المدينة لايرغب في تسليم الأرض فليعلن عن ذلك صراحة،‮ ‬وأشارت في خطابها إلي وجود مقر مديرية الثقافة بالبحيرة من الستينيات وصحة قرار التخصيص ووجوب تصحيح الابعاد المحددة للمساحة التي تم اقرارها من مجلس الوزراء من مجلس محلي مدينة دمنهور لأنه المسئول عن هذا الخطأ‮. ‬ولم‮ ‬يقبل المسئولون بالمجلس المحلي الحل الذي اقترحته مديرة التخطيط،‮ ‬بأن‮ ‬يتم خصم المساحة الخضراء،‮ ‬بعرض‮ ‬يزيد قليلا علي‮ ‬عشرة أمتار من الحدود التي وقع عليها مجلس الوزراء وهو مايعني ان الأرض ستصبح أقل في المساحة‮ "‬مع بقاء المساحة الخضراء خارجها وفي نفس الوقت تكمل المساحة إلي ما نص عليه قرار التخصيص‮" ‬وبذلك تنتهي مشكلة الفارق بين المساحة بقرار التخصيص وما‮ ‬يدعي مجلس المدينة انه المساحة الفعلية للأرض ويتم التوفيق بين قرار مجلس الوزراء ومساحة الأرض علي الطبيعة،‮ ‬وقد تم رفض هذا الاقتراح أيضا‮!‬
ويتساءل سعيد عبد المقصود‮: ‬ما مدي صحة سفر المحافظ لليونان برفقة رجال الأعمال وتعطيل قرار الترخيص لقصر الثقافة عقب العودة مباشرة‮.‬
وما صحة الحوارات التي تدور الآن مع مجموعة استثمارية عربية لتأسيس مول العرب بدمنهور وعلي كامل مساحة قطعة أرض المعارض دون مراعاة لوجود مديرية ثقافة البحيرة التي أسسها المرحوم وجيه أباظة محافظ البحيرة وقرار التخصيص الصادر لمساحة‮ ‬1150‮ ‬مترا لانشاء قصر ثقافة دمنهور‮.‬
ويتساءل أيضا‮: ‬من المسئول عن توقيع رئيس مجلس الوزراء علي أبعاد مزورة لاتزيد علي‮ ‬800‮ ‬متر،‮ ‬ويضيف أنه من المؤسف أن المحافظ‮ ‬يقوم بدور الذي لا‮ ‬يعرف علي الرغم من أن الهيئة خاطبت المحافظ بسرعة الانتهاء لتسليم قطعة الارض للادارة الهندسية للقوات المسلحة للانتهاء من المبني خلال عام علي أقصي تقدير‮.‬
وينهي عبد المقصود حديثه بتساؤل مشروع‮: ‬ما وجهة نظر المحافظ في الصراع بين الارهاب والتنوير وما مشروعه للقضاء علي الارهاب في محافظته وهل‮ ‬يري ثمن قطعة الارض أهم من دعم استراتيجية الدولة لمحاربة الارهاب والقضاء عليه؟
من ناحية أخري أصدرت لجنة الفتوي بالمحافظة خطابا تشير فيه لوجود مقر مديرية الثقافة بالبحيرة من الستينيات وصحة قرار التخصيص ووجوب تصحيح الابعاد المحددة للمساحة التي‮ ‬تم اقرارها من مجلس الوزراء من مجلس محلي مدينة دمنهور لانه المسئول عن هذا الخطأ المقصود‮.‬
محافظ البحيرة الذي تصدي له الأدباء في مايو الماضي و نقلوا عنه مقولته عندما أراد تحويل قصر الثقافة الي ابراج سكنية‮ "‬هاخدها مهما عملتوا ولو علي جثتي‮" ‬ووقتها تراجع وقرر استغلال المبني في‮ ‬إقامة الأنشطة الثقافية خلال شهر رمضان المعظم وعرض إبداعات الشباب والمثقفين من أبناء البحيرة‮ ‬،‮ ‬هو نفسه الذي‮ ‬يقف موقفا‮ ‬يدعو للتساؤلات الان من كل مايجري بخصوص قصر الثقافة،‮ ‬وقد اصدرت أمانة مؤتمر أدباء مصر بيانا واضحا بشأن تلك الممارسات جاء فيه‮:‬
ترفض وتدين أمانة أدباء مصر،‮ ‬موقف محافظ البحيرة من قصر ثقافة دمنهور ومحاولة تحويله لمول تجاري‮ ‬وتناشد السيد رئيس الجمهورية بالتدخل لمنع تشدد محافظ البحيرة في‮ ‬هذا الشأن وتعطيله لقرار التخصيص الصادر عن رئاسة مجاس الوزراء ‮١١٦ ‬لسنة ‮٤١٠٢‬،‮ ‬وتذكر الأمانة أن التعامل مع الثقافة علي أنها ترف أو ترفيه أدي بمصر للسقوط في‮ ‬منحدر التطرف والإرهاب،‮ ‬كما أدي لغياب قيمنا الأصيلة وانجراف المجتمع بين مطرقة الإرهاب وسندان‮ ‬غياب قيمنا وهويتنا والتأثر بثقافات العولمة التي‮ ‬تهدف لانجرار شبابنا لأفكار تعد شاذة عن هويتنا المصرية‮ ‬،‮ ‬وتصر الأمانة علي موقفها من رفض تحويل قصر ثقافة البحيرة من مركز إشعاع حضاري‮ ‬منتج للإبداع والأفكار لسوق تجاري‮ ‬للقطاع الخاص ولرجال‮ ‬الأعمال‮ ‬غير منتج بل‮ ‬يروج لمفهوم الاستهلاك‮.‬

الأربعاء، 12 أغسطس 2015

رماديات

وقتها..تصور أنها انتفاضة مخدوع..لحظة اكتشافه لقيمته الحقيقية  ..لحظة سقوط حاجز الوهم  الذى تصنعه الإطراءات المجانية والمجاملات المزيفة .. قرأ المشهد للمرة الأولى .. قرر أن المساحات اللونية بين الأبيض والأسود  أقنعنا بقبولها أصحاب الوجوه المتعددة .. اقتلع خجله ، ذلك الغرس الذى شاب عليه .. أغلق طرق الرجعة .. تبدلت مسميات الأشياء ..عطاؤه صار تنازلا.. تسامحه صار ضعفا .. الحب الذى ملأ قلبه صار ضلاله القديم .. تألم أكثر.. بعد مشوار طويل مع الألم  وافتقاد الأكاذيب..اكتشف أن ماخسره كان كل مايحييه

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

أدب

ولكنى حفظت بفرط أدب  .. وكم من مرة كظمت غيظى ..فكنت للطبيب باب رزق .. يعيش النخاسون مائة حول ..ويصهر المرار فؤاد حر.. ويرتع فى القصور كل ذئب ..ويستكثر لثيم خوص سقفى

محاكمة /// قصة قصيرة


فى قاعة محاكمتى .. وحدهم من كان بإمكانهم تبرئتى .. وحدهم من شاهدوا وفهموا كل شىء.. سألت شاهدى الأول : 
ــ هل ستصمت الآن .. أما يكفيك أنك فررت من كل مواجهة طوال حياتك؟!.. 
لن أدعى انه صدمنى عندما طأطأ رأسه .
نظرت إلى شاهدى الثانى نظرة خبير بأغواره .. ركب دائما الموجة التى تحقق مصالحه ، حتى وإن علت فوق جثث من أحبوه .. لم يدهشنى انه ارتبك ، فر بعينيه بعيدا ، ابتسمت ابتسامة عبثية وأنا أرقب الثالث.. القافز على كل الأحبال .. واسانى بكلمة لحظة دخوله .. وهاهو يقهقه إلى جوار خصمى .. تلفت حولى .. صعدت إلى القفص مختارة

شرف

 لست شجرة .. ولا أحسبنى سأموت واقفة .. فلن أنال شرف الموت وأنا أصارع حتى الرمق الأخير ..إلا بطرحى أرضا

الأحد، 9 أغسطس 2015

ذاكرة الريشة والألحان / مقال / جريدة الأسبوع



ذاكرة الريشة والألحان
الثلاثاء 4/8/2015 الساعة 12:59 صباحا
نفيسة عبد الفتاح

الصور الرائعة التي قدمها الرسام الفرنسي الشهير 'إدوارد ريو' لحفل افتتاح قناة السويس والعشاء الملكي الذي أعده الخديوي إسماعيل لضيوفه بكل ما فيه من مظاهر بذخ وملابس فاخرة ووجوه لامعة منتفخة من أثر النعم، تحيلني علي الفور إلي رائعة الفنان التشكيلي عبد الهادي الجزار، تلك اللوحة العبقرية عن المصري الذي حفر قناة السويس بيديه العاريتين وحمل ترابها علي كتفيه، الفؤوس التي تضرب الأرض والخيام التي لا تقي من برد أو حر، الأجساد النحيلة والوجوه المتعبة التي تموت من ضربة شمس، ندين لهؤلاء حقًا، هؤلاء مَنْ جاء من أصلابهم صنَّاع المعجزة الجديدة.
نعم، تقلَّب الزمان مرارًا، منذ تربص بنجامين دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا واشتري حصة مصر من أسهم القناة بثمن بخس، منذ دفعنا ثمن حفرها دمًا ونال عسلها غيرنا، منذ أعادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلي حضن مصر ثم قاسينا عدوانًا ثلاثيًا في التاسع من أكتوبر 1956.
كانت ريشة الفن وألحانه تحفظن لنا دائمًا الذاكرة، تلك اللوحات البديعة، تلك الأغنيات المدهشة، ويوم رددت الفنانة فايدة كامل أثناء العدوان الثلاثي أيقونتها الخالدة 'دع سمائي' شعر كمال عبد الحليم وألحان علي إسماعيل ليتحول النشيد إلي محفز انتصار وتتحول الكلمات 'إلي رصاصات' دع سمائي فسمائي محرقة/ دع قنالي فقنالي مغرقة/ واحذر الأرض فأرضي صاعقة/ هذه أرضي أنا وأبي ضحي هنا/ وأبي قال لنا مزقوا أعداءنا'.
سُرقت القناة 6 سنوات كاملة بعد هزيمة 67، أبكانا عبد الحليم حافظ والأبنودي بموال النهار 'وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها/ جانا نهار ما قدرش يدفع مهرها'.
لكنها عادت في انتصار أكتوبر 1973 لتُفتتح بقرار من السادات عام 1975، بعد ثمان سنوات من الإغلاق، عادت ترسم البسمة علي وجه مصر وتسهم بدخلها في توفير قوت أبنائها، ليغرد محمد قنديل 'آدي القناة يا مصر زي ماهية/ بنت السويس مصرية مية المية'، ويشجينا عبد الحليم حافظ بـ'النجمة مالت ع القمر' وبـ'المركبة عدت' وسعاد محمد بـ'مركب رايحة ومركب جاية والفرحة بترقص ع المايه ألفين مبروك يا سوايسية' ونجاة الصغيرة بـ'حسب الميعاد'.
والآن نحقق معجزة جديدة، بأموالنا وسواعدنا، أبطال جدد من أصلاب الصامدين، فرحة حاولوا قتلها بالإرهاب الخسيس، بإشعال نيران معارك جديدة لم نسلم منها كلما حاولنا القفز إلي الأمام، معارك تؤكد أن تلك القناة كانت دائمًا وستظل مرصودة بأعين أعداء يقتلهم الكمد والحسرة لأن مصر تمتلك ذلك الشريان، لكن التاريخ الذي سطر حكاية القناة يؤكد أننا دائما ننتصر.. ونغني لها.

محاكمة..قصة قصيرة




فى قاعة محاكمتى .. وحدهم من كان بإمكانهم تبرئتى .. وحدهم من شاهدوا وفهموا كل شىء.. سألت شاهدى الأول : 
ــ هل ستصمت الآن .. أما يكفيك أنك فررت من كل مواجهة طوال حياتك؟!.. 
لن أدعى انه صدمنى عندما طأطأ رأسه .
نظرت مكسورة إلى شاهدى الثانى.. ركب دائما الموجة التى تحقق مصالحه ، حتى وإن علت فوق جثث من أحبوه .. لم يدهشنى انه ارتبك ، فر بعينيه بعيدا ، ابتسمت ابتسامة عبثية وأنا أرقب الثالث.. القافز على كل الأحبال .. واسانى بكلمة لحظة دخوله .. وهاهو يقهقه إلى جوار خصمى .. تلفت حولى .. صعدت إلى القفص مختارة

الجمعة، 31 يوليو 2015

دين وزارة الثقافة "مقال بالأسبوع الورقى "

دين وزارة الثقافة
نفيسة عبد الفتاح

قدمت  وزارة الثقافة  على مدار شهر رمضان برنامجا حافلا بالأمسيات الغنائية والرقص الشعبى والعروض المسرحية ، فى إحياء مدهش لليالى القرآن والتراويح والتهجد، فعلى سبيل المثال قدمت الثقافة أوبريتا غنائيا  استعراضيا من غناء الفنان مدحت صالح امتد لبعد منتصف الليل،فى افتتاح قصر ثقافة القناطر الخيرية بحضور المهندس ابراهيم محلب  ليلة 27 رمضان التى يفترض أنها الأقرب لأن تكون ليلة القدر، وربما كان رئيس الوزراء ممن أدركوا أننا فى ليلة القدر او على الأقل فى ليلة وتر من العشر الأواخر،فقد تأخر كثيرا عن موعد الافتتاح المحدد له العاشرة مساء، وقيل أنه لم يأت إلا بعد أن أدى الصلاة فى المسجد  بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء عقب الإفطار، وعندما وصل بعد طول انتظار مر على القصر فى عجالة قبل مغادرته ، ولم يختلف الأمر فى كثير أو قليل فى افتتاحات متكررة لأنشطة ثقافية لا أرى أن اختيارات الوزارة لبرامج افتتاحها تناسبت بالمرة مع  جلال الشهر وروحه ، ربما يكون مقبولا أن تقدم الوزارة فى ليالى رمضان سهرات الإنشاد الدينى والسيرة الهلالية والتنورة والأمسيات الشعرية والأدبية ومسرح العرائس للطفل وفن الأراجوز ، لكننى لا أفهم كيف تدخر وزارة الثقافة الأمسيات المتتالية العامرة بما لذ وطاب  من مهرجانات المسرح وفرق الفنون الشعبية  لتكون امسيات رمضانية بينما لديها العام بطوله تقدم خلاله ما تشاء و يبدو أن الوزارة لا تدرك خصوصية  الشهر الكريم ،وعلينا أن نندهش لأن الوزارة لا تستوعب أن لياليه هى استراحة روحية  للذين أسرفوا على انفسهم والذين يرغبون فى اغتراف الحسنات والوصول إلى المغفرة والعتق من النار وبلوغ ليلة القدر التى هى خير من الف شهر فى العبادة وليس فى الامتلاء بجرعات مكثفة من الأنشطة الثقافية والفنية، بل وبلغ عدم الفهم مداه عندما قدمت الوزارة فى الأمسية الواحدة خلطة سحرية غير مفهومة بالمزج  بين الدين والرقص الشعبى حيث قدمت أمسية ضمن مبادرة 'صيف ولادنا' بقصر ثقافة شبين الكوم التابع لفرع ثقافة المنوفية حفلاً فنيًّا لفرقة المنوفية الفنون الشعبية بقيادة الفنان خالد قنيدة، وإشراف رامي فخري قدمت الفرقة من خلاله عددا من الرقصات الفنية ثم أقيمت بعد العرض مباشرة محاضرة بعنوان 'الإعجاز البلاغي واللغوي في القرآن الكريم'، لقد جاءت مبالغة الوزارة هذا العام فى سياق مبالغات كثيرة مستمرة منذ عقود  لهدم روح الشهر الكريم والمدهش ان الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة  من خريجى جامعة الأزهر الشريف وأحسب انه يدرك تماما أن لكل مقام مقال.  

السبت، 25 يوليو 2015

قصص‮ ‬

قصص‮ ‬

قصص‮ ‬
23/07/2015 01:35:16 م 

نفيسة عبد الفتاح‮ ‬
‬كنزي
وضعت وسادتين خلف ظهري بينما بخار الشاي بالنعناع الأخضر لايفلح في تنبيهي،‮ ‬قاومت نعاسا طالما أوقف في ليال بعينها أسفار حنيني عبر حدائق ذكرياتي،‮ ‬لطالما اقتطفت من ثمارها ما قوي مناعتي في مواجهة هذا العالم‮ ‬،هذه المرة تشبثت بالقلم خشية أن أفلت الفكرة‮.‬
أردت أن أكتب عن كل من حملت لهم حبا‮..‬سطرت سطرا‮..‬أحسست كلماته باهتة الشعور شحيحة المعني‮.. ‬تعجبت‮.. ‬كنت أظن الفكرة ستكتب نفسها،وأن الكلام سيفيض كما هي مشاعري‮!!‬
توقفت عن الكتابة المتعثرة،‮ ‬أنفاس زوجي الرتيبة تدعوني الي إطفاء مصباحي الصغير والاستسلام،‮ ‬تزاحم بعضهم أمام عيني نصف المقفلتين،‮ ‬عينا أبي رحمه الله الواسعتان المفعمتان بالحب المشعتان بالذكاء والحكمة،انصاته وتصويبه لأخطاء لغتي،نظرته التي تكشف اعماقي،‮ ‬أفعاله التي تدعوني لأفضل قدوة،‮ ‬يد أمي لا حرمني الله منها وهي تربت علي أوجاع قلبي،‮ ‬همهمتها بالدعاء في جوف الليل،‮ ‬تذكرنا اسما اسما،جدودي لها ولأبي وأخوتها وأخوالها وأعمامها،‮ ‬تخيط لي أجمل ما‮ ‬يمكن أن ترتديه فتاة في مثل سني،‮ ‬تجعل من شرائط شعري تيجانا لملاكها الجميل كما تحب أن تدعوني،صبرها الممزوج بالرضا علي ايام الشدة وتضحياتها بكل ما تملك لمؤازرة ابي،‮ ‬تبتسم عمتي التي أقمت معها طويلا بعد أن صارت وحيدة بوفاة زوجها،‮ ‬تمد‮ ‬يدها بكوب الشاي باللبن الصباحي،‮ ‬تسهر الليل في محاولات فاشلة لإيقاظي ــ كما طلبت ــ لأن الامتحانات علي الأبواب،‮ ‬تفوح رائحة الرغيف الصغير الذي كانت تسميه جدتي رحمها الله‮ "‬حنونة‮" ‬تخص به كل حفيد‮ ‬يوم الخبيز،‮ ‬أدور معها في أفراح أقاربها في القري البعيدة،‮ ‬أجلس معها في الصدارة،‮ ‬أرفض الكسكسي بالمرق،‮ ‬فيصنعون لي بمفردي آخر بالزبد والسكر،‮ ‬ألست حفيدة تلك المرأة التي‮ ‬ينحني لها الرجال،ويجلها الجميع،زوجة العمدة مهابة الطلعة،‮ ‬التي حملت هم العائلة كبارا وصغارا وفتحت الدار للجميع في أحلك الظروف،‮ ‬تصنع لي عروستي‮  ‬من القماش المحشو ببقايا ما تخيطه امي،تخيط في الرأس شعرا حريريا من قطعة من فراء الجدي،‮ ‬ترسم فوق القماش شفتين وتكحل العينين بألواني،‮ ‬تطبق كفها علي معصمي وهي تهبني أجمل عروس ضاغطة علي الكلمات‮.. ‬أعز من الولد ولد الولد،‮ ‬زوجي الحبيب،‮ ‬صديق وأب وزوج،‮ ‬اكتشف في كل مرة شعرت فيها بألفة النظرة الأولي مع أي إنسان أنه‮ ‬يشبهه بشكل ما،‮ ‬افتح قلبي لصديقة العمر،ألقي في بئرها أسراري وأوجاعي،‮ ‬تنصت وتحنو،‮ ‬نتقاسم الفرح والهم ويمتلئ قلبانا بالخير لكل الدنيا‮.‬
يغيبون في زحام حياتي أحيانا،‮ ‬لكنهم أبدا لا‮ ‬يضيعون مني،‮ ‬أموات وأحياء تتفاوت اماكنهم في القلب لكنهم‮ ‬يملكون القدرة علي إبقائه مصدقا بالرحمة والحق والعدل مفعما بالحب،‮ ‬اكتشفت انها فكرة ساذجة بالفعل أن أضع كل تلك النماذج الانسانية المدهشة علي ورقة‮.‬
حاولت أن أفكر في شيء إذا ما كتبت عنه كتبت عنهم جميعا‮.‬
عندما فتحت عيني لم أتخيل أنني‮ ‬غفوت،‮ ‬هل‮ ‬يمكن ان نغفو دون أن نشعر؟ منذ دقيقة واحدة كان كل شيء حقيقيا كنت هناك علي ذلك الشاطيء‮.. ‬القارب الغريب‮ ‬يقترب قادما من الأفق البعيد،‮ ‬ألقي أمامي الصياد بكومة صيده‮..‬تركني أفتح محارة وراء محارة‮ ‬،‮ ‬بعضها فارغ،‮ ‬بعضها به حبات لؤلؤ صغيرة،‮ ‬منتظمة أو‮ ‬غير منتظمة‮..‬أفتح وأفتح‮.. ‬أفتش وأفتش‮.. ‬لؤلؤ قليل ومحار فارغ‮ ‬كثير‮..‬وأخيرا‮..‬واحدة كبيرة تضوي‮..‬أجمل وأبدع ما رأت عيني‮..‬قبضت عليها بقوة‮.. ‬كان شعاعها‮ ‬ينفذ من بين أصابعي المقفلة،فتحت عيني علي كفي المطبقة علي قلمي‮..‬كانت ورقتي ما تزال هنا وابتسامة رائقة علي شفتي‮ ..  ‬كتبت وسط السطر"كنزي‮"‬
‬حسم
في طريقي إليه‮..‬كانت حريتي قرارا لن‮ ‬يقبل المساومة‮ ‬مهما امتدت جلستنا لساعات‮.. ‬
في طريق العودة‮..‬بعد ربع ساعة فقط‮ ..‬كانت رائحة باقة زهرة تتسلل من‮ ‬يدي إلي روحي بينما أتأبط ذراعه‮.‬
‬بالأعصاب
زوجة ساخنة‮ ..‬أسخن من أن أستطيع مسها وهي علي‮ ‬تلك الحالة‮.‬
اعتدت منها ذلك بغض النظر عن حالاتها الأخري،‮ ‬لطالما اعتدت أن أراها‮ ‬غاضبة،‮ ‬أو مبتسمة حالمة‮ ‬،أو حزينة باكية،‮ ‬وأحيانا شرسة متنمرة‮. ‬
تبكي‮ .. ‬أشاهد التلفاز دون اهتمام‮.‬
تتنفس بعمق‮ ‬،‮ ‬أظنها تسترد نفسها الآن‮ .. ‬ستأخذ بعض الوقت قبل أن تطلب مني ماهو متوقع تماما‮.‬
تفاجئني هذه المرة بالنهوض والرقص بسعادة طاغية‮ !.‬
‮ ‬ابتسم‮ .. ‬مجنونة‮.. ‬وعلي كل سأنام،‮ ‬ذلك أفضل جدا،‮ ‬فحالتي النفسية لن تسمح لي بإجابة طلبها المعتاد‮.‬
مستجدية متوسلة،رفعت الوسادة التي ضغطت بها علي أذني معلنا انفصالي عن عالمها‮.‬
ــــ أتهرب؟‮!.‬
ــــ أبدا‮.‬
ــــ اقرأ‮.‬
ــــ أنا متعب‮ .. ‬غدا إن شاء الله‮.‬
لا أحتمل نظرة الحزن والغضب في عينيها لكن ماحيلتي وأنا لا أستطيع تذوق الجمال مع الإكراه‮. ‬
لا مفر،سأقرأ مرغما‮.‬
أتساءل بينما عيناي تلتهم ما كتبته‮ :‬
ــ‮ ‬ياربي‮!.. ‬من أين تأتي هذه المرأة بكل هذا الإبداع ؟‮!.‬
‬دنياي
وكأنما حفرت كل تلك الخطوط علي وجهي في‮ ‬غفلة‮ ‬مني‮..‬أحاول تناسيها‮..‬أدندن وأنا أعد الشاي لجلسة العصاري في الشرفة‮..‬الحلوة الحلوة عينيك‮ ..‬ياحبيبي‮..‬تهتف ابنتي بينما‮ ‬يصلني صخب موسيقي توترني من سماعات أذنيها‮..‬شاي الجلسة المقدسة اليومية؟‮.. ‬يصلني صوت أبيها الذي‮ ‬يسقي أصص حديقته الصغيرة‮:‬
ــ خضرة وشاي ونسمة عصاري ووجه أمك‮..‬الدنيا وماعليها
كسور
تلاقت عيوننا‮..‬هل أعرفها؟لم‮ ‬يبد منها مايدل علي‮ ‬ذلك‮ ..‬أكاد أجزم انها هي‮..‬منذ متي لم أرها؟‮..‬لا أحب ان أتذكر وربما سأكره النظر في المرآة الآن‮.. ‬مازال جمالها صاخبا كعباءتها‮  ‬الضيقة المثيرة التي تهدم فكرة الستر التي‮  ‬يفترض أن العباءات صنعت من أجلها‮..‬أراها عبر كتف زوجي الذي‮ ‬يجلس أمامي‮  ‬بينما‮  ‬ظهره‮  ‬للمائدة التي تجلس عليها،‮ ‬إلي جوارها رجل أظنه زوجها‮. ‬
‮ ‬تفتح له هاتفها النقال وتضحك وهي تشير بأصبعها علي شاشته‮:‬
ــ صورتي‮ ‬
انبهاره‮  ‬يدل علي انه‮ ‬يري الصورة‮  ‬للمرة الأولي‮  ‬ويجعلني أتشكك في طبيعة علاقته بها‮..‬تخرج له لسانها بأسلوب مثير لا‮ ‬يليق بالمكان أو بسيدة محترمة،‮ ‬كانت ومازالت طاغية الأنوثة‮ . ‬
كانت واحدة من حكايات اختبأت تحت‮  ‬تراكمات أحداث العمر‮.. ‬كنت تقريبا في بداية المرحلة الإعدادية،‮ ‬بارعة‮  ‬في الإملاء وكتابة التعبير،‮ ‬جميلة الخط،‮ ‬وكانت‮ ‬يتبمة الأبوين تكبرني بعامين،‮ ‬جريئة،فقيرة،‮ ‬مكتملة الأنوثة،‮ ‬تركت المدرسة بعد أن زاملت أختي في بداية سنوات الدراسة الابتدائية‮ ‬،‮ ‬أختها التي تربيها كانت تقول عنها‮" ‬موش بتاعة علام‮"‬،‮ ‬كانت تملك مفاتيح إدهاشنا‮.. ‬ملابسها المثيرة‮  ‬مكشوفة الصدر،حذاؤها اللامع وحليها الذهبية‮  ‬الكثيرة‮ ‬،عندما تتأبط ذراع الثري العربي الذي عقد قرانه عليها كانت تبدو كنجمات السينما،‮ ‬تتحدث كسيدة مجربة،‮ ‬تؤكد أنها رفضت إتمام الزفاف قبل أن‮ ‬يجهز باسمها بيتا كبيرا،‮ ‬وفي الوقت نفسه تذلها قصة حب مع ابن الجيران طالب الثانوية العامة،‮ ‬يقترض منها لدروسه الخصوصية،حكاياتها مثيرة مقلقة ولا أنكر أنها كانت تمثل عالما‮ ‬غريبا‮ ‬يثير الفضول،‮ ‬كانت تستغل انشغال أمي في المطبخ وتحكي،‮ ‬دون شك كنت وأختي نخدع نفسينا عندما نقول أننا ننصت أملا في تقويمها بتقديم النصح،‮ ‬كانت تقول أن بيتنا كالجنة،تتمني لو كان أبواها علي قيد الحياة لتنعم بتلك السعادة‮ ‬،‮ ‬أذكر تماما اليوم الذي لم تدخل بعده بيتنا‮ .. ‬استدعتها‮  ‬أمي مع أختها‮ ‬،‮ ‬كان حوارا ملتهبا طلبت فيه أمي منها ألا تدخل بيتنا مرة أخري‮..‬صرامة أمي‮  ‬في ذلك اليوم لم أعهدها من قبل،‮ ‬قالت لأختها أن تلك الفتاة‮ ‬غير أمينة علي البيت الذي فتح لها أبوابه‮ ..‬كنت قد حكيت لأمي كل شيء ببساطة‮ ..‬أرعبتني نتيجة فعلتي التي قمت بها تحت إلحاح شديد من الفتاة‮ .. ‬طلبت مني أن أكتب خطابا لحبيبها الشاب ليقابلها في مكان ما،‮ ‬كان قد انصرف عنها ربما لأخري أو خوفا من افتضاح أمره‮ ‬،‮ ‬زعمت أنها تريد الذهاب إلي الطبيب ولا تملك النقود‮  ‬لأن زوجها مسافر،‮ ‬ادعت أنها تريد أن‮  ‬يرد لها بعض ديونه،‮ ‬فإذا بالشاب‮ ‬يرد بخطاب للكاتبة،‮  ‬حملته لها حبيبته الجاهلة دون أن تدري محتواه،‮ ‬كان خطابا‮  ‬يحمل كلمات‮ ‬غزل واضحة‮  ‬لجميلة الخط والأسلوب‮..‬صدمني الخطاب وأثار رعبي‮.. ‬لكن الفتاة لم تفاجأ‮..‬كانت مدركة تماما أنه‮ ‬يمكن ان‮ ‬يفعل ذلك مع أخريات‮.‬
انتقلنا بعد ذلك‮  ‬إلي مسكن آخر وانقطعت أخبارها‮ ..‬
مازلنا في انتظار أطباق الطعام،ومازال زوجي‮ ‬يتحدث إلي ولدينا‮  ‬عبر‮  ‬الهاتف مؤكدا أننا سنعود في العاشرة‮..‬أحدهما سيدخل عش الزوجية قريبا والآخر في نهاية دراسته الجامعية،‮ ‬نكاد نحصد ثمار كفاح جميل ومشقة أزهرت وتكاد تثمر أحفادا سيملأون الدنيا حلاوة وشقاوة،‮ ‬أحدق فيها‮ ..‬صباح‮...‬عرفتها ولم تعرفني،‮ ‬تتحدث بدلالها ولهجتها السوقية وتبدو آثار التدخين الشره واضحة علي صوتها وأسنانها‮..‬تشيح ببصرها عني‮ .. ‬تقول للرجل كلاما‮ ‬يبدو منه أن مابينهما ربما‮ ‬يكون علاقة‮  ‬عمل‮..‬ربما‮  .. ‬تلمع‮  ‬خواتمها وأساورها الذهبية‮  ‬وتخلو أصابعها من خاتم زواج،‮ ‬رغما عني أعاود مراقبتها مع الحذر،تأكل بسرعة ولا تلتفت لتساقط بعض الطعام‮ .. ‬تأتي أطباقنا فأنهمك مع زوجي في حوار هامس حول استعدادات فرح ابننا‮.. ‬أمازحه‮ :‬
ـــ الأولاد كبرونا‮.‬
لا أخطيء صدق‮  ‬ودفء الحب في‮  ‬نبرته‮:‬
ــ‮  ‬لن تكبري أبدا‮. ‬
لم تصبر لينتهي الرجل الذي تصاحبه‮  ‬من دفع الحساب،‮ ‬نهضت لتخرج أولا‮.. ‬أحسست أن أذنها التقطت كلمات زوجي‮ ..‬بدا وجهها ممتقعا حزينا،فاجأتني‮  ‬وهي في طريقها للباب بنظرة مباشرة مكسورة‮ ..‬رأيتها في عينيها‮ ‬يوم أن طردتها‮ ‬أمي من جنتنا‮. ‬

قصص‮ ‬

قصص‮ ‬

قصص‮ ‬
23/07/2015 01:35:16 م 

نفيسة عبد الفتاح‮ ‬
‬كنزي
وضعت وسادتين خلف ظهري بينما بخار الشاي بالنعناع الأخضر لايفلح في تنبيهي،‮ ‬قاومت نعاسا طالما أوقف في ليال بعينها أسفار حنيني عبر حدائق ذكرياتي،‮ ‬لطالما اقتطفت من ثمارها ما قوي مناعتي في مواجهة هذا العالم‮ ‬،هذه المرة تشبثت بالقلم خشية أن أفلت الفكرة‮.‬
أردت أن أكتب عن كل من حملت لهم حبا‮..‬سطرت سطرا‮..‬أحسست كلماته باهتة الشعور شحيحة المعني‮.. ‬تعجبت‮.. ‬كنت أظن الفكرة ستكتب نفسها،وأن الكلام سيفيض كما هي مشاعري‮!!‬
توقفت عن الكتابة المتعثرة،‮ ‬أنفاس زوجي الرتيبة تدعوني الي إطفاء مصباحي الصغير والاستسلام،‮ ‬تزاحم بعضهم أمام عيني نصف المقفلتين،‮ ‬عينا أبي رحمه الله الواسعتان المفعمتان بالحب المشعتان بالذكاء والحكمة،انصاته وتصويبه لأخطاء لغتي،نظرته التي تكشف اعماقي،‮ ‬أفعاله التي تدعوني لأفضل قدوة،‮ ‬يد أمي لا حرمني الله منها وهي تربت علي أوجاع قلبي،‮ ‬همهمتها بالدعاء في جوف الليل،‮ ‬تذكرنا اسما اسما،جدودي لها ولأبي وأخوتها وأخوالها وأعمامها،‮ ‬تخيط لي أجمل ما‮ ‬يمكن أن ترتديه فتاة في مثل سني،‮ ‬تجعل من شرائط شعري تيجانا لملاكها الجميل كما تحب أن تدعوني،صبرها الممزوج بالرضا علي ايام الشدة وتضحياتها بكل ما تملك لمؤازرة ابي،‮ ‬تبتسم عمتي التي أقمت معها طويلا بعد أن صارت وحيدة بوفاة زوجها،‮ ‬تمد‮ ‬يدها بكوب الشاي باللبن الصباحي،‮ ‬تسهر الليل في محاولات فاشلة لإيقاظي ــ كما طلبت ــ لأن الامتحانات علي الأبواب،‮ ‬تفوح رائحة الرغيف الصغير الذي كانت تسميه جدتي رحمها الله‮ "‬حنونة‮" ‬تخص به كل حفيد‮ ‬يوم الخبيز،‮ ‬أدور معها في أفراح أقاربها في القري البعيدة،‮ ‬أجلس معها في الصدارة،‮ ‬أرفض الكسكسي بالمرق،‮ ‬فيصنعون لي بمفردي آخر بالزبد والسكر،‮ ‬ألست حفيدة تلك المرأة التي‮ ‬ينحني لها الرجال،ويجلها الجميع،زوجة العمدة مهابة الطلعة،‮ ‬التي حملت هم العائلة كبارا وصغارا وفتحت الدار للجميع في أحلك الظروف،‮ ‬تصنع لي عروستي‮  ‬من القماش المحشو ببقايا ما تخيطه امي،تخيط في الرأس شعرا حريريا من قطعة من فراء الجدي،‮ ‬ترسم فوق القماش شفتين وتكحل العينين بألواني،‮ ‬تطبق كفها علي معصمي وهي تهبني أجمل عروس ضاغطة علي الكلمات‮.. ‬أعز من الولد ولد الولد،‮ ‬زوجي الحبيب،‮ ‬صديق وأب وزوج،‮ ‬اكتشف في كل مرة شعرت فيها بألفة النظرة الأولي مع أي إنسان أنه‮ ‬يشبهه بشكل ما،‮ ‬افتح قلبي لصديقة العمر،ألقي في بئرها أسراري وأوجاعي،‮ ‬تنصت وتحنو،‮ ‬نتقاسم الفرح والهم ويمتلئ قلبانا بالخير لكل الدنيا‮.‬
يغيبون في زحام حياتي أحيانا،‮ ‬لكنهم أبدا لا‮ ‬يضيعون مني،‮ ‬أموات وأحياء تتفاوت اماكنهم في القلب لكنهم‮ ‬يملكون القدرة علي إبقائه مصدقا بالرحمة والحق والعدل مفعما بالحب،‮ ‬اكتشفت انها فكرة ساذجة بالفعل أن أضع كل تلك النماذج الانسانية المدهشة علي ورقة‮.‬
حاولت أن أفكر في شيء إذا ما كتبت عنه كتبت عنهم جميعا‮.‬
عندما فتحت عيني لم أتخيل أنني‮ ‬غفوت،‮ ‬هل‮ ‬يمكن ان نغفو دون أن نشعر؟ منذ دقيقة واحدة كان كل شيء حقيقيا كنت هناك علي ذلك الشاطيء‮.. ‬القارب الغريب‮ ‬يقترب قادما من الأفق البعيد،‮ ‬ألقي أمامي الصياد بكومة صيده‮..‬تركني أفتح محارة وراء محارة‮ ‬،‮ ‬بعضها فارغ،‮ ‬بعضها به حبات لؤلؤ صغيرة،‮ ‬منتظمة أو‮ ‬غير منتظمة‮..‬أفتح وأفتح‮.. ‬أفتش وأفتش‮.. ‬لؤلؤ قليل ومحار فارغ‮ ‬كثير‮..‬وأخيرا‮..‬واحدة كبيرة تضوي‮..‬أجمل وأبدع ما رأت عيني‮..‬قبضت عليها بقوة‮.. ‬كان شعاعها‮ ‬ينفذ من بين أصابعي المقفلة،فتحت عيني علي كفي المطبقة علي قلمي‮..‬كانت ورقتي ما تزال هنا وابتسامة رائقة علي شفتي‮ ..  ‬كتبت وسط السطر"كنزي‮"‬
‬حسم
في طريقي إليه‮..‬كانت حريتي قرارا لن‮ ‬يقبل المساومة‮ ‬مهما امتدت جلستنا لساعات‮.. ‬
في طريق العودة‮..‬بعد ربع ساعة فقط‮ ..‬كانت رائحة باقة زهرة تتسلل من‮ ‬يدي إلي روحي بينما أتأبط ذراعه‮.‬
‬بالأعصاب
زوجة ساخنة‮ ..‬أسخن من أن أستطيع مسها وهي علي‮ ‬تلك الحالة‮.‬
اعتدت منها ذلك بغض النظر عن حالاتها الأخري،‮ ‬لطالما اعتدت أن أراها‮ ‬غاضبة،‮ ‬أو مبتسمة حالمة‮ ‬،أو حزينة باكية،‮ ‬وأحيانا شرسة متنمرة‮. ‬
تبكي‮ .. ‬أشاهد التلفاز دون اهتمام‮.‬
تتنفس بعمق‮ ‬،‮ ‬أظنها تسترد نفسها الآن‮ .. ‬ستأخذ بعض الوقت قبل أن تطلب مني ماهو متوقع تماما‮.‬
تفاجئني هذه المرة بالنهوض والرقص بسعادة طاغية‮ !.‬
‮ ‬ابتسم‮ .. ‬مجنونة‮.. ‬وعلي كل سأنام،‮ ‬ذلك أفضل جدا،‮ ‬فحالتي النفسية لن تسمح لي بإجابة طلبها المعتاد‮.‬
مستجدية متوسلة،رفعت الوسادة التي ضغطت بها علي أذني معلنا انفصالي عن عالمها‮.‬
ــــ أتهرب؟‮!.‬
ــــ أبدا‮.‬
ــــ اقرأ‮.‬
ــــ أنا متعب‮ .. ‬غدا إن شاء الله‮.‬
لا أحتمل نظرة الحزن والغضب في عينيها لكن ماحيلتي وأنا لا أستطيع تذوق الجمال مع الإكراه‮. ‬
لا مفر،سأقرأ مرغما‮.‬
أتساءل بينما عيناي تلتهم ما كتبته‮ :‬
ــ‮ ‬ياربي‮!.. ‬من أين تأتي هذه المرأة بكل هذا الإبداع ؟‮!.‬
‬دنياي
وكأنما حفرت كل تلك الخطوط علي وجهي في‮ ‬غفلة‮ ‬مني‮..‬أحاول تناسيها‮..‬أدندن وأنا أعد الشاي لجلسة العصاري في الشرفة‮..‬الحلوة الحلوة عينيك‮ ..‬ياحبيبي‮..‬تهتف ابنتي بينما‮ ‬يصلني صخب موسيقي توترني من سماعات أذنيها‮..‬شاي الجلسة المقدسة اليومية؟‮.. ‬يصلني صوت أبيها الذي‮ ‬يسقي أصص حديقته الصغيرة‮:‬
ــ خضرة وشاي ونسمة عصاري ووجه أمك‮..‬الدنيا وماعليها
كسور
تلاقت عيوننا‮..‬هل أعرفها؟لم‮ ‬يبد منها مايدل علي‮ ‬ذلك‮ ..‬أكاد أجزم انها هي‮..‬منذ متي لم أرها؟‮..‬لا أحب ان أتذكر وربما سأكره النظر في المرآة الآن‮.. ‬مازال جمالها صاخبا كعباءتها‮  ‬الضيقة المثيرة التي تهدم فكرة الستر التي‮  ‬يفترض أن العباءات صنعت من أجلها‮..‬أراها عبر كتف زوجي الذي‮ ‬يجلس أمامي‮  ‬بينما‮  ‬ظهره‮  ‬للمائدة التي تجلس عليها،‮ ‬إلي جوارها رجل أظنه زوجها‮. ‬
‮ ‬تفتح له هاتفها النقال وتضحك وهي تشير بأصبعها علي شاشته‮:‬
ــ صورتي‮ ‬
انبهاره‮  ‬يدل علي انه‮ ‬يري الصورة‮  ‬للمرة الأولي‮  ‬ويجعلني أتشكك في طبيعة علاقته بها‮..‬تخرج له لسانها بأسلوب مثير لا‮ ‬يليق بالمكان أو بسيدة محترمة،‮ ‬كانت ومازالت طاغية الأنوثة‮ . ‬
كانت واحدة من حكايات اختبأت تحت‮  ‬تراكمات أحداث العمر‮.. ‬كنت تقريبا في بداية المرحلة الإعدادية،‮ ‬بارعة‮  ‬في الإملاء وكتابة التعبير،‮ ‬جميلة الخط،‮ ‬وكانت‮ ‬يتبمة الأبوين تكبرني بعامين،‮ ‬جريئة،فقيرة،‮ ‬مكتملة الأنوثة،‮ ‬تركت المدرسة بعد أن زاملت أختي في بداية سنوات الدراسة الابتدائية‮ ‬،‮ ‬أختها التي تربيها كانت تقول عنها‮" ‬موش بتاعة علام‮"‬،‮ ‬كانت تملك مفاتيح إدهاشنا‮.. ‬ملابسها المثيرة‮  ‬مكشوفة الصدر،حذاؤها اللامع وحليها الذهبية‮  ‬الكثيرة‮ ‬،عندما تتأبط ذراع الثري العربي الذي عقد قرانه عليها كانت تبدو كنجمات السينما،‮ ‬تتحدث كسيدة مجربة،‮ ‬تؤكد أنها رفضت إتمام الزفاف قبل أن‮ ‬يجهز باسمها بيتا كبيرا،‮ ‬وفي الوقت نفسه تذلها قصة حب مع ابن الجيران طالب الثانوية العامة،‮ ‬يقترض منها لدروسه الخصوصية،حكاياتها مثيرة مقلقة ولا أنكر أنها كانت تمثل عالما‮ ‬غريبا‮ ‬يثير الفضول،‮ ‬كانت تستغل انشغال أمي في المطبخ وتحكي،‮ ‬دون شك كنت وأختي نخدع نفسينا عندما نقول أننا ننصت أملا في تقويمها بتقديم النصح،‮ ‬كانت تقول أن بيتنا كالجنة،تتمني لو كان أبواها علي قيد الحياة لتنعم بتلك السعادة‮ ‬،‮ ‬أذكر تماما اليوم الذي لم تدخل بعده بيتنا‮ .. ‬استدعتها‮  ‬أمي مع أختها‮ ‬،‮ ‬كان حوارا ملتهبا طلبت فيه أمي منها ألا تدخل بيتنا مرة أخري‮..‬صرامة أمي‮  ‬في ذلك اليوم لم أعهدها من قبل،‮ ‬قالت لأختها أن تلك الفتاة‮ ‬غير أمينة علي البيت الذي فتح لها أبوابه‮ ..‬كنت قد حكيت لأمي كل شيء ببساطة‮ ..‬أرعبتني نتيجة فعلتي التي قمت بها تحت إلحاح شديد من الفتاة‮ .. ‬طلبت مني أن أكتب خطابا لحبيبها الشاب ليقابلها في مكان ما،‮ ‬كان قد انصرف عنها ربما لأخري أو خوفا من افتضاح أمره‮ ‬،‮ ‬زعمت أنها تريد الذهاب إلي الطبيب ولا تملك النقود‮  ‬لأن زوجها مسافر،‮ ‬ادعت أنها تريد أن‮  ‬يرد لها بعض ديونه،‮ ‬فإذا بالشاب‮ ‬يرد بخطاب للكاتبة،‮  ‬حملته لها حبيبته الجاهلة دون أن تدري محتواه،‮ ‬كان خطابا‮  ‬يحمل كلمات‮ ‬غزل واضحة‮  ‬لجميلة الخط والأسلوب‮..‬صدمني الخطاب وأثار رعبي‮.. ‬لكن الفتاة لم تفاجأ‮..‬كانت مدركة تماما أنه‮ ‬يمكن ان‮ ‬يفعل ذلك مع أخريات‮.‬
انتقلنا بعد ذلك‮  ‬إلي مسكن آخر وانقطعت أخبارها‮ ..‬
مازلنا في انتظار أطباق الطعام،ومازال زوجي‮ ‬يتحدث إلي ولدينا‮  ‬عبر‮  ‬الهاتف مؤكدا أننا سنعود في العاشرة‮..‬أحدهما سيدخل عش الزوجية قريبا والآخر في نهاية دراسته الجامعية،‮ ‬نكاد نحصد ثمار كفاح جميل ومشقة أزهرت وتكاد تثمر أحفادا سيملأون الدنيا حلاوة وشقاوة،‮ ‬أحدق فيها‮ ..‬صباح‮...‬عرفتها ولم تعرفني،‮ ‬تتحدث بدلالها ولهجتها السوقية وتبدو آثار التدخين الشره واضحة علي صوتها وأسنانها‮..‬تشيح ببصرها عني‮ .. ‬تقول للرجل كلاما‮ ‬يبدو منه أن مابينهما ربما‮ ‬يكون علاقة‮  ‬عمل‮..‬ربما‮  .. ‬تلمع‮  ‬خواتمها وأساورها الذهبية‮  ‬وتخلو أصابعها من خاتم زواج،‮ ‬رغما عني أعاود مراقبتها مع الحذر،تأكل بسرعة ولا تلتفت لتساقط بعض الطعام‮ .. ‬تأتي أطباقنا فأنهمك مع زوجي في حوار هامس حول استعدادات فرح ابننا‮.. ‬أمازحه‮ :‬
ـــ الأولاد كبرونا‮.‬
لا أخطيء صدق‮  ‬ودفء الحب في‮  ‬نبرته‮:‬
ــ‮  ‬لن تكبري أبدا‮. ‬
لم تصبر لينتهي الرجل الذي تصاحبه‮  ‬من دفع الحساب،‮ ‬نهضت لتخرج أولا‮.. ‬أحسست أن أذنها التقطت كلمات زوجي‮ ..‬بدا وجهها ممتقعا حزينا،فاجأتني‮  ‬وهي في طريقها للباب بنظرة مباشرة مكسورة‮ ..‬رأيتها في عينيها‮ ‬يوم أن طردتها‮ ‬أمي من جنتنا‮. ‬