الثلاثاء 4/8/2015 الساعة 12:59 صباحا
نفيسة عبد الفتاح
الصور الرائعة التي قدمها الرسام الفرنسي الشهير 'إدوارد ريو' لحفل افتتاح قناة السويس والعشاء الملكي الذي أعده الخديوي إسماعيل لضيوفه بكل ما فيه من مظاهر بذخ وملابس فاخرة ووجوه لامعة منتفخة من أثر النعم، تحيلني علي الفور إلي رائعة الفنان التشكيلي عبد الهادي الجزار، تلك اللوحة العبقرية عن المصري الذي حفر قناة السويس بيديه العاريتين وحمل ترابها علي كتفيه، الفؤوس التي تضرب الأرض والخيام التي لا تقي من برد أو حر، الأجساد النحيلة والوجوه المتعبة التي تموت من ضربة شمس، ندين لهؤلاء حقًا، هؤلاء مَنْ جاء من أصلابهم صنَّاع المعجزة الجديدة.
نعم، تقلَّب الزمان مرارًا، منذ تربص بنجامين دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا واشتري حصة مصر من أسهم القناة بثمن بخس، منذ دفعنا ثمن حفرها دمًا ونال عسلها غيرنا، منذ أعادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلي حضن مصر ثم قاسينا عدوانًا ثلاثيًا في التاسع من أكتوبر 1956.
كانت ريشة الفن وألحانه تحفظن لنا دائمًا الذاكرة، تلك اللوحات البديعة، تلك الأغنيات المدهشة، ويوم رددت الفنانة فايدة كامل أثناء العدوان الثلاثي أيقونتها الخالدة 'دع سمائي' شعر كمال عبد الحليم وألحان علي إسماعيل ليتحول النشيد إلي محفز انتصار وتتحول الكلمات 'إلي رصاصات' دع سمائي فسمائي محرقة/ دع قنالي فقنالي مغرقة/ واحذر الأرض فأرضي صاعقة/ هذه أرضي أنا وأبي ضحي هنا/ وأبي قال لنا مزقوا أعداءنا'.
سُرقت القناة 6 سنوات كاملة بعد هزيمة 67، أبكانا عبد الحليم حافظ والأبنودي بموال النهار 'وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها/ جانا نهار ما قدرش يدفع مهرها'.
لكنها عادت في انتصار أكتوبر 1973 لتُفتتح بقرار من السادات عام 1975، بعد ثمان سنوات من الإغلاق، عادت ترسم البسمة علي وجه مصر وتسهم بدخلها في توفير قوت أبنائها، ليغرد محمد قنديل 'آدي القناة يا مصر زي ماهية/ بنت السويس مصرية مية المية'، ويشجينا عبد الحليم حافظ بـ'النجمة مالت ع القمر' وبـ'المركبة عدت' وسعاد محمد بـ'مركب رايحة ومركب جاية والفرحة بترقص ع المايه ألفين مبروك يا سوايسية' ونجاة الصغيرة بـ'حسب الميعاد'.
والآن نحقق معجزة جديدة، بأموالنا وسواعدنا، أبطال جدد من أصلاب الصامدين، فرحة حاولوا قتلها بالإرهاب الخسيس، بإشعال نيران معارك جديدة لم نسلم منها كلما حاولنا القفز إلي الأمام، معارك تؤكد أن تلك القناة كانت دائمًا وستظل مرصودة بأعين أعداء يقتلهم الكمد والحسرة لأن مصر تمتلك ذلك الشريان، لكن التاريخ الذي سطر حكاية القناة يؤكد أننا دائما ننتصر.. ونغني لها.
نعم، تقلَّب الزمان مرارًا، منذ تربص بنجامين دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا واشتري حصة مصر من أسهم القناة بثمن بخس، منذ دفعنا ثمن حفرها دمًا ونال عسلها غيرنا، منذ أعادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلي حضن مصر ثم قاسينا عدوانًا ثلاثيًا في التاسع من أكتوبر 1956.
كانت ريشة الفن وألحانه تحفظن لنا دائمًا الذاكرة، تلك اللوحات البديعة، تلك الأغنيات المدهشة، ويوم رددت الفنانة فايدة كامل أثناء العدوان الثلاثي أيقونتها الخالدة 'دع سمائي' شعر كمال عبد الحليم وألحان علي إسماعيل ليتحول النشيد إلي محفز انتصار وتتحول الكلمات 'إلي رصاصات' دع سمائي فسمائي محرقة/ دع قنالي فقنالي مغرقة/ واحذر الأرض فأرضي صاعقة/ هذه أرضي أنا وأبي ضحي هنا/ وأبي قال لنا مزقوا أعداءنا'.
سُرقت القناة 6 سنوات كاملة بعد هزيمة 67، أبكانا عبد الحليم حافظ والأبنودي بموال النهار 'وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها/ جانا نهار ما قدرش يدفع مهرها'.
لكنها عادت في انتصار أكتوبر 1973 لتُفتتح بقرار من السادات عام 1975، بعد ثمان سنوات من الإغلاق، عادت ترسم البسمة علي وجه مصر وتسهم بدخلها في توفير قوت أبنائها، ليغرد محمد قنديل 'آدي القناة يا مصر زي ماهية/ بنت السويس مصرية مية المية'، ويشجينا عبد الحليم حافظ بـ'النجمة مالت ع القمر' وبـ'المركبة عدت' وسعاد محمد بـ'مركب رايحة ومركب جاية والفرحة بترقص ع المايه ألفين مبروك يا سوايسية' ونجاة الصغيرة بـ'حسب الميعاد'.
والآن نحقق معجزة جديدة، بأموالنا وسواعدنا، أبطال جدد من أصلاب الصامدين، فرحة حاولوا قتلها بالإرهاب الخسيس، بإشعال نيران معارك جديدة لم نسلم منها كلما حاولنا القفز إلي الأمام، معارك تؤكد أن تلك القناة كانت دائمًا وستظل مرصودة بأعين أعداء يقتلهم الكمد والحسرة لأن مصر تمتلك ذلك الشريان، لكن التاريخ الذي سطر حكاية القناة يؤكد أننا دائما ننتصر.. ونغني لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق