كلمة السر.. بلاطة | نفيسة عبد الفتاح | بوابة الأسبوع
كلمة السر 'بلاطة'، وحكاية البلاطة عند المصريين تحتاج إلي وقفة، نستخدم مصطلح 'تحت البلاطة' دلالة علي ما نكنزه من مال، و'علي بلاطة' دلالة علي أننا سنقول الحقيقة دون مواربة أو تجميل، و'الولد بلاطة' تعني أنه لا يعرف شيئًا علي الإطلاق' و'جابه علي البلاطة' دلالة علي أنه سلبه كل ماله فلم يعد يملك شيئًا، ويقال إن حكاية الأموال المخبأة تحت البلاطة أصلها بدأ في فترة عدم وجود البنوك حيث كان بعض الناس يعمدون إلي خلع بلاطة من الأرض وعمل حفرة صغيرة تحتها يخبئون فيها مدخراتهم خوفًا من السرقة، وكان ذلك يحدث غالبًا في الدور الأرضي، وتنتشر استخدامات كلمة بلاطة المشابهة لاستخدامات المصريين في بعض البلدان العربية، بل وتحمل بعض الأماكن في تلك البلدان اسم 'بلاطة'، والبلاطة في المعجم هي واحدة البلاط 'مصنوع من الحجارة'، و'أبلط الرجل' أي افتقر وذهب ماله، وأبلطه اللص تعني سلبه ولم يدع له شيئًا، بينما أبلط المطر الأرض: أصاب بلاطها فلم يترك علي ظهرها ترابًا ولا غبارًا، وتبدو معاني المعجم للبلاطة غير بعيدة عن استخدامات المصريين الشائعة للكلمة، باستثناء مصطلح 'علي بلاطة' الذي يمكن أن يحتمل معني أن ذلك الكلام هو الصراحة الكاملة كما هو وجه البلاطة المكشوف للجميع، ومصطلح 'بلاطة' بمعني أنه لم يكتسب شيئًا ليرتفع بقدره عن مستوي الأرض أو الحضيض، وتقال علي المعدم في أي شيء.
المصريون يملكون دون شك كمًّا من الأمثال الشعبية والمصطلحات المدهشة، لكنهم أيضًا يملكون القدرة علي إدهاش الدنيا، أفضل أحوالهم عندما يستشعرون خطرًا علي الوطن، وأجمل أحوالهم عندما يسعون للفرح، لقد سعي المصريون لفرح مستحق بعد طول معاناة، بعد أيام عجاف بلا مشروع قومي يلتفون حوله، أيام سعي فيها أعداؤهم لإفقارهم وإرهابهم، فكانت كلمة السر.. الشعب الأعجوبة أخرج من تحت البلاطة 64 مليارًا في ثمانية أيام، دفعها من حر ماله سعيدًا، في غمضة عين كما يقولون، وفي غمضة عين أخري تم حفر القناة وافتتاحها، البلاطات التي ترمز للمدخر في البيوت، هي أبدع ما فعله المصريون للوصول إلي يوم من أجمل أيام مصر.. افتتاح قناة السويس.. فما أجملها من بلاطات أذلت كلَّ مِنْ تصور أن أرزاقنا ومقدراتنا بيديه وحملت كل تلك الفرحة إلي بيوتنا وشوارعنا.
كلمة السر 'بلاطة'، وحكاية البلاطة عند المصريين تحتاج إلي وقفة، نستخدم مصطلح 'تحت البلاطة' دلالة علي ما نكنزه من مال، و'علي بلاطة' دلالة علي أننا سنقول الحقيقة دون مواربة أو تجميل، و'الولد بلاطة' تعني أنه لا يعرف شيئًا علي الإطلاق' و'جابه علي البلاطة' دلالة علي أنه سلبه كل ماله فلم يعد يملك شيئًا، ويقال إن حكاية الأموال المخبأة تحت البلاطة أصلها بدأ في فترة عدم وجود البنوك حيث كان بعض الناس يعمدون إلي خلع بلاطة من الأرض وعمل حفرة صغيرة تحتها يخبئون فيها مدخراتهم خوفًا من السرقة، وكان ذلك يحدث غالبًا في الدور الأرضي، وتنتشر استخدامات كلمة بلاطة المشابهة لاستخدامات المصريين في بعض البلدان العربية، بل وتحمل بعض الأماكن في تلك البلدان اسم 'بلاطة'، والبلاطة في المعجم هي واحدة البلاط 'مصنوع من الحجارة'، و'أبلط الرجل' أي افتقر وذهب ماله، وأبلطه اللص تعني سلبه ولم يدع له شيئًا، بينما أبلط المطر الأرض: أصاب بلاطها فلم يترك علي ظهرها ترابًا ولا غبارًا، وتبدو معاني المعجم للبلاطة غير بعيدة عن استخدامات المصريين الشائعة للكلمة، باستثناء مصطلح 'علي بلاطة' الذي يمكن أن يحتمل معني أن ذلك الكلام هو الصراحة الكاملة كما هو وجه البلاطة المكشوف للجميع، ومصطلح 'بلاطة' بمعني أنه لم يكتسب شيئًا ليرتفع بقدره عن مستوي الأرض أو الحضيض، وتقال علي المعدم في أي شيء.
المصريون يملكون دون شك كمًّا من الأمثال الشعبية والمصطلحات المدهشة، لكنهم أيضًا يملكون القدرة علي إدهاش الدنيا، أفضل أحوالهم عندما يستشعرون خطرًا علي الوطن، وأجمل أحوالهم عندما يسعون للفرح، لقد سعي المصريون لفرح مستحق بعد طول معاناة، بعد أيام عجاف بلا مشروع قومي يلتفون حوله، أيام سعي فيها أعداؤهم لإفقارهم وإرهابهم، فكانت كلمة السر.. الشعب الأعجوبة أخرج من تحت البلاطة 64 مليارًا في ثمانية أيام، دفعها من حر ماله سعيدًا، في غمضة عين كما يقولون، وفي غمضة عين أخري تم حفر القناة وافتتاحها، البلاطات التي ترمز للمدخر في البيوت، هي أبدع ما فعله المصريون للوصول إلي يوم من أجمل أيام مصر.. افتتاح قناة السويس.. فما أجملها من بلاطات أذلت كلَّ مِنْ تصور أن أرزاقنا ومقدراتنا بيديه وحملت كل تلك الفرحة إلي بيوتنا وشوارعنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق