'إيلان'.. رجاء.. لا تقبل اعتذارًا | نفيسة عبد الفتاح | بوابة الأسبوع
إيلان'.. رجاء.. لا تقبل اعتذارًا
الأثنين 7/9/2015 الساعة 1:10 صباحا
نفيسة عبد الفتاح
رجاء.. 'إيلان' لا تقبل اعتذار أحد.. رجاء.. أعلم انك ملاك جميل الآن تحلق في جنة الخلد وسط ولدان مخلدين لا يرهقهم جوع ولا مصارعة موج.. أعلم أنك الآن لا تكره أحدًا ولا تشعر إلا بتلك السعادة الأبدية.. لكننا هنا.. في أرض النفاق نعيش يا إيلان.. فاشف صدورنا ولاتقبل اعتذار أحد.. أو علي الأقل دعنا نؤازر أباك لأنه لم يمنحهم صك غفران يغسلون به أياديهم أمام الرب والبشر.. رفض أبوك ــ حتي الآن ــ قبول حق لجوء إلي دولة قد تكفل له حياة كان قد تمناها.. لكن أمنيته ماتت.. دفنت في عرض بحر التقم قلبه وكل أمل له في الحياة لحظة أن أطبق موجه علي أجسادكم، أنتم كل ماكان يملك في حياة مخيفة قاسية.. أنتم ولداه وزوجته، أنتم من أعلن موتكم غرق إنسانية العالم..
أعلم يا إيلان أنه لا أحد يموت منقوص العمر.. لا أحد يجوع وله رزق.. لكننا يمكن ان نغتال غدرًا.. يمكن أن نسرق ويحبس عنا مالنا وطعامنا.. كلها مشيئة الله.. لكن المشيئة صنفان.. مشيئة لا تحتاج لمسبب خارجي.. نعم يا طفلي الجميل كان يمكن ان تموت في فراشك بلامرض.. لكن كل مشتقات أفعال الغدر والخيانة والسرقة والقتل حتي غير العمد منه قد تكون أسبابا للمشيئة.. أسباب لا تمر دون عقاب.. أبوك المكلوم بغرقك وغرق أخيك وأمكما كان قراره أن يفر في قارب من تركيا إلي اليونان، كنتم ضحية مقاولين للموت. مقاولين تاجرا بحياة ضعفاء يحلمون بلقمة نظيفة وحياة كريمة، أحدهما تركي والآخر سوري في مفارقة سياسية مذهلة، محترفان في تلك التجارة، وإلا ما تمكنا من الهرب عند انقلاب القارب، صارعتم الغرق لكن أباك كان قد انهزم سلفا في صراعه ضد تجار الإنسانية والمبادئ.. لا فرق بين تركيا والكيان الصهيوني في تلك القضية تحديدًا.. الكيان الصهيوني يفرق بين العاملين من اليهود العرب والعاملين من يهود أوربا.. العرب يبخسون أجورهم والأوربيون يتقاضون أجرًا ومميزات أعلي بكثير.. السوري المكلوم كان يعمل في البناء في تركيا بربع الأجر الذي كان يتقاضاه العامل التركي.. الفارق الوحيد أن تركيا بلد يدعي أنه إسلامي ومواقفه مع مناصرة ما أسماه شرعية في مصر معلومة، بلد يتحفنا بصور بكاء زعمائه علي ما يقولون إنه يحدث للإسلام.. هي المشيئة يا إيلان أن نعيش في عالم يحكمه أصحاب الوجوه المتلونة والقلوب المتحجرة والمدعون والمجرمون والقتلة واللصوص.. هي المشيئة ان نكتوي من نفاقهم وسواد قلوبهم.. ضوابط مالك الملك معلومة.. لكن الغابة الأرضية التي يظن أهلها أنهم قادرون علي حكمها حكما بشريا لا ترضي بقوانين السماء، تنتظر الصواعق والبراكين والخسف والأعاصير والموت السريري للظالمين لتعترف بأن الرب قادر، أما عن القانون الدولي البشري فمهما كان مهترئا.. ستبقي مشكلته الكبري فيمن يطبقونه.. لأنهم أنفسهم مجرمون.. أياديهم ملوثة بدماء البشر في كل مكان.. الحكم خصم يا إيلان لن يمكنه ان يقول لنا ماحكم التمييز بين البشر إلي حد أن يختار أب مخاطرة الموت غرقا علي البقاء في بلد لا يكفل له طعام أطفاله.. ماتت ضمائرهم دائمًا يا إيلان، لم تكن الأول.. ولن تكون الأخير، تاجروا قبلك بكل طفل مات في سوريا من جراء قصف.. ثم وهبوا من يقتل غيره سلاحًا أشد وأفتك.. أنتم وغيركم من شهداء جشعهم ومخططاتهم مجرد أدوات تخدم مصالحهم.. أطلب من أبيك ان يصمد يا صغيري.. أطلب منه ألا يمنحهم شرف البكاء علي قبرك.. شرف التبرؤ من عار قتل براءتك.. وادع لنا رغم كل شيء.. بعالم أفضل.
أعلم يا إيلان أنه لا أحد يموت منقوص العمر.. لا أحد يجوع وله رزق.. لكننا يمكن ان نغتال غدرًا.. يمكن أن نسرق ويحبس عنا مالنا وطعامنا.. كلها مشيئة الله.. لكن المشيئة صنفان.. مشيئة لا تحتاج لمسبب خارجي.. نعم يا طفلي الجميل كان يمكن ان تموت في فراشك بلامرض.. لكن كل مشتقات أفعال الغدر والخيانة والسرقة والقتل حتي غير العمد منه قد تكون أسبابا للمشيئة.. أسباب لا تمر دون عقاب.. أبوك المكلوم بغرقك وغرق أخيك وأمكما كان قراره أن يفر في قارب من تركيا إلي اليونان، كنتم ضحية مقاولين للموت. مقاولين تاجرا بحياة ضعفاء يحلمون بلقمة نظيفة وحياة كريمة، أحدهما تركي والآخر سوري في مفارقة سياسية مذهلة، محترفان في تلك التجارة، وإلا ما تمكنا من الهرب عند انقلاب القارب، صارعتم الغرق لكن أباك كان قد انهزم سلفا في صراعه ضد تجار الإنسانية والمبادئ.. لا فرق بين تركيا والكيان الصهيوني في تلك القضية تحديدًا.. الكيان الصهيوني يفرق بين العاملين من اليهود العرب والعاملين من يهود أوربا.. العرب يبخسون أجورهم والأوربيون يتقاضون أجرًا ومميزات أعلي بكثير.. السوري المكلوم كان يعمل في البناء في تركيا بربع الأجر الذي كان يتقاضاه العامل التركي.. الفارق الوحيد أن تركيا بلد يدعي أنه إسلامي ومواقفه مع مناصرة ما أسماه شرعية في مصر معلومة، بلد يتحفنا بصور بكاء زعمائه علي ما يقولون إنه يحدث للإسلام.. هي المشيئة يا إيلان أن نعيش في عالم يحكمه أصحاب الوجوه المتلونة والقلوب المتحجرة والمدعون والمجرمون والقتلة واللصوص.. هي المشيئة ان نكتوي من نفاقهم وسواد قلوبهم.. ضوابط مالك الملك معلومة.. لكن الغابة الأرضية التي يظن أهلها أنهم قادرون علي حكمها حكما بشريا لا ترضي بقوانين السماء، تنتظر الصواعق والبراكين والخسف والأعاصير والموت السريري للظالمين لتعترف بأن الرب قادر، أما عن القانون الدولي البشري فمهما كان مهترئا.. ستبقي مشكلته الكبري فيمن يطبقونه.. لأنهم أنفسهم مجرمون.. أياديهم ملوثة بدماء البشر في كل مكان.. الحكم خصم يا إيلان لن يمكنه ان يقول لنا ماحكم التمييز بين البشر إلي حد أن يختار أب مخاطرة الموت غرقا علي البقاء في بلد لا يكفل له طعام أطفاله.. ماتت ضمائرهم دائمًا يا إيلان، لم تكن الأول.. ولن تكون الأخير، تاجروا قبلك بكل طفل مات في سوريا من جراء قصف.. ثم وهبوا من يقتل غيره سلاحًا أشد وأفتك.. أنتم وغيركم من شهداء جشعهم ومخططاتهم مجرد أدوات تخدم مصالحهم.. أطلب من أبيك ان يصمد يا صغيري.. أطلب منه ألا يمنحهم شرف البكاء علي قبرك.. شرف التبرؤ من عار قتل براءتك.. وادع لنا رغم كل شيء.. بعالم أفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق