فى غربتى القصيرة نسبيا..كنت أرى الوطن جنتى وكل ماعداه جنات بلا روح لا تلمس القلب.. عن كل عيب كانت كليلة عين الرضا، تفور مشاعرى من قسوة البعد الذى حرمنى النظر فى وجه أمى، وحضن عمتى، ولمة العائلة، وضحكاتنا أنا وأخوتى التى عاشت بقلبى منذ الطفولة ،وكانت أحيانا تمنع أبى من النوم فينهض غاضبا لينهرنا لننام ..فنحاول كتم ضحكاتنا لحبنا له ولعلمنا أننا نؤرق نوما سيتبعه عمل شاق فى الصباح الباكر..كان كل ذلك محفوظا فى ذاكرتى طازجا حلوا .. كبرنا..وتفرقنا.. وبقيت أمى بعد رحيل أبى الجميل تبذل أقصى جهدها لتدوم اللمة الجميلة..اكتشفت أن الوطن الجميل نصفه كان هؤلاء ..وأن الأرض والنيل وبيتنا القديم يمثلون ربع الوطن فقط .. بينما الربع الباقى كان الحياة اليومية التى نعيشها فى الشوارع ومشاعر البشر خارج حدودنا الضيقة ..الآن ..تضيق علينا الشوارع ..يضيق خلق البشر وتموت روح الأمل .. فماذا بقى من الوطن؟
ما تبقى من الوطن هو شوية ذكريات وصور قديمة وبقايا من حكايات .
ردحذفتمنيت ردا أكثر تفاؤلا أستاذ علاء العبد ..لكن يبدو أن الهم ثقيل علينا جميعا ..تقديرى
ردحذف