دين وزارة الثقافة
نفيسة عبد الفتاح
قدمت وزارة الثقافة على مدار شهر رمضان برنامجا حافلا بالأمسيات
الغنائية والرقص الشعبى والعروض المسرحية ، فى إحياء مدهش لليالى القرآن والتراويح
والتهجد، فعلى سبيل المثال قدمت الثقافة أوبريتا غنائيا
استعراضيا من غناء الفنان مدحت صالح امتد لبعد منتصف الليل،فى افتتاح قصر ثقافة القناطر الخيرية بحضور المهندس ابراهيم محلب ليلة 27 رمضان التى يفترض أنها الأقرب لأن تكون
ليلة القدر، وربما كان رئيس الوزراء ممن أدركوا أننا فى ليلة القدر او على الأقل
فى ليلة وتر من العشر الأواخر،فقد تأخر كثيرا عن موعد الافتتاح المحدد له العاشرة
مساء، وقيل أنه لم يأت إلا بعد أن أدى الصلاة فى المسجد بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء عقب الإفطار،
وعندما وصل بعد طول انتظار مر على القصر فى عجالة قبل مغادرته ، ولم يختلف الأمر
فى كثير أو قليل فى افتتاحات متكررة لأنشطة ثقافية لا أرى أن اختيارات الوزارة
لبرامج افتتاحها تناسبت بالمرة مع جلال
الشهر وروحه ، ربما يكون مقبولا أن تقدم الوزارة فى ليالى رمضان سهرات الإنشاد الدينى
والسيرة الهلالية والتنورة والأمسيات الشعرية والأدبية ومسرح العرائس للطفل وفن
الأراجوز ، لكننى لا أفهم كيف تدخر وزارة الثقافة الأمسيات المتتالية العامرة بما
لذ وطاب من مهرجانات المسرح وفرق الفنون
الشعبية لتكون امسيات رمضانية بينما لديها
العام بطوله تقدم خلاله ما تشاء و يبدو أن الوزارة لا تدرك خصوصية الشهر الكريم ،وعلينا أن نندهش لأن الوزارة لا
تستوعب أن لياليه هى استراحة روحية للذين
أسرفوا على انفسهم والذين يرغبون فى اغتراف الحسنات والوصول إلى المغفرة والعتق من
النار وبلوغ ليلة القدر التى هى خير من الف شهر فى العبادة وليس فى الامتلاء بجرعات
مكثفة من الأنشطة الثقافية والفنية، بل وبلغ عدم الفهم مداه عندما قدمت الوزارة فى
الأمسية الواحدة خلطة سحرية غير مفهومة بالمزج بين الدين
والرقص الشعبى حيث قدمت أمسية ضمن مبادرة 'صيف ولادنا' بقصر ثقافة شبين الكوم التابع
لفرع ثقافة المنوفية حفلاً فنيًّا لفرقة المنوفية الفنون الشعبية بقيادة الفنان خالد
قنيدة، وإشراف رامي فخري قدمت الفرقة من خلاله عددا من الرقصات الفنية ثم أقيمت بعد
العرض مباشرة محاضرة بعنوان 'الإعجاز البلاغي واللغوي في القرآن الكريم'، لقد جاءت مبالغة الوزارة هذا العام فى سياق مبالغات كثيرة مستمرة منذ
عقود لهدم روح الشهر الكريم والمدهش ان
الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة
من خريجى جامعة الأزهر الشريف وأحسب انه يدرك تماما أن لكل مقام مقال.