وجه رابعة وقلوب البشر | نفيسة عبد الفتاح | بوابة الأسبوع

وجه رابعة وقلوب البشر
الخميس 22/8/2013 الساعة 12:29 صباحا
نفيسة عبد الفتاح
رابعة العدوية، لا يمكنك ان تتخلي عن هذا الشعور وأنت تتنقل بين طرقاتها الخربة،لو كانت الأمكنة تبكي،لقلنا أننا سمعنا بكاء الجدران،آثار الموت والخراب تقبض علي قلبك بعنف،المسجد الخرب العاجز عن رفع الآذان وإقامة الصلاة، الجدران المحترقة عن آخرها،بقايا بشر،أحذية وحقائب وملاءات،عشرات السيارات التي كانت ترفعها أمام اعيننا لوادر المحافظة بعد أن اتت النار عليها تماما،مكان تثبيت مدفع الجرينوف علي الشباك الضيق أعلي المبني الجانبي لدار المناسبات برابعة والمواجه لوحدة مرور القاهرة، أثار الطلقات الحية في كل مكان، المول التجاري المغلق ومستشفي رابعة الذي تناثر زجاج أبوابه،وحوائط الوحدات العسكرية المرشوقة بالرصاص الحي، الأرصفة المدمرة وأكوام التراب والخيام والقاذورات، مكان المنصة حيث وجدت الجثث أسفلها.. رائحة الحمامات مبنية الحوائط مكشوفة الأسقف المختلطة برائحة الدخان والبارود، كل شيء في رابعة العدوية يقودك إلي حقيقة واحدة.. هنا نصب الموت شباكة وحط طائر الخراب، هنا تم استغلال الأبرياء للفتك بوطن واندلعت الفتن من رؤوس الشر.. هنا وجه رابعة الحزين المشوه الذي تجري له الان جراحات تجميل عاجلة وتغسل عنه أيادي مصرية مخلصة آثار الهمجية.. رابعة الآن تجدد في كل يوم وجهها.. تسابق الزمن.. ولو كنت متابعا.. ستندهش لقدرة البشر علي تجديد الأماكن وإعادة إشراقتها.. تري هل بمقدور نفس البشر البدء في غسل القلوب والتسامح ونبذ العنف والخراب.. أظن بالإمكان ذلك، لكن بالتأكيد ليس بنفس سرعتهم في تجديد الأماكن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق