العيد لم يأت بعد | كتبت – نفيسة عبد الفتاح | بوابة الأسبوع

العيد لم يأت بعد
الأربعاء 7/8/2013 الساعة 10:06 صباحا
كتبت – نفيسة عبد الفتاح
العيد هذا العام لا يغني لنا ياليلة العيد أو العيد فرحة كسابق عهدنا به، العيد ممتليء بالشجن والخوف والظنون ، ماالذي ينتظر الوطن، ماالذي يحاك ضده، كيف قسمنا الإخوان وكيف صاروا جسما غريبا في جسد الوطن، من اخرج لنا هذا الوحش الذي اعتبر مصر غنيمة لا يمكن تركها ولو علي جثث الجميع، من أخرج لنا هذه الشراهة للحكم، ومن جلب كل هذا المال الذي ينفق علي رابعة والنهضة وسائر أرجاء مصر، من اخرج لنا هذا الجنون الذي يدفع لتفجير مستشفي معهد ناصر أو بنوكا في بورسعيد، من جاء لنا بكل هؤلاء الكارهين لمصر ولشعبها ليقتلوا أبرياءها ويستغلوا أطفالها بتصديرهم كواجهة لاعتصاماتهم، من هؤلاء؟ وكيف يجرءون علي الهتاف اسلامية اسلامية والصراخ بأن الإسلام سيضيع بفقد مرسي للكرسي، هؤلاء الذين لا يدركون أن الإسلام عاش بدونهم وسيعيش بعدهم وأن مرسي ميت وانهم ميتون ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام، هؤلاء الذين لايدركون أن درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع، وأن الوطن أغلي من مليون كرسي وأن الدماء التي تراق أشد حرمة عند الله من الكعبة، من هؤلاء، هم اكتشاف جديد مذهل، كيف عاشت صديقتي سنوات عمرها بجانب جار لا تعرف إنه إخواني حتي جاءت الانتخابات الأخيرة لتكشف لها سره، لماذا كان الإخوان يتخفون، حتي في البلاد العربية وهم بعيدون عن أيدي الأمن المصري، لا أحد يصدق اننا عشنا كل تلك الأكاذيب وصدقناها، صدقنا الحلم الذي غرسته 'جاكيتة 'الرئيس المفتوحة في ميدان التحرير، صدقنا ان الثورة انتصرت لتصدمنا مشاهد التعذيب وهدم الخيام عند الاتحادية ويصدمنا اعتقال النشطاء والخطف والضرب المبرح والإلقاء في الشوارع، صدقنا خطبا رنانة اكتشفنا أنها أكاذيب، وأحلاما معسولة اكتشفنا انها مسمومة، صدقنا ان الدكتور مرسي حاصل علي دكتوراه وعاش في أمريكا وهو لا يجيد كلمتين بالإنجليزية، صنعوا دستورا مهلهلا مشبوها، ودقوا عشرات المسامير في نعش الديموقراطية، واثبتت تقارير حقوق الإنسان تراجع الحريات في عهدهم، وسقط الجنيه المصري لتصعد اسعار السلع بجنون، وتختبيء بقدرة قادر كل بادرة تحسن في الاقتصاد، وتفضح دولة الإخوان التي خصصت موازنة للرئاسة في عهد الدكتور مرسي تفوق موازنة الرئاسة في عهد مبارك وهو أمر تمت مناقشته في مجلس الشوري! وسلحت المعارضة في سوريا طوال عام، ومنحت جنسيات بالزوفة للفلسطينين والسوريين، وصنعت صكوكا لتبيع مصر ولم تستمع لمهاتير محمد وهو يؤكد فشل مشروع الصكوك في بلده، كل شيء كان مغلوطا وغير حقيقي التقشف في جهة يقابله اسراف مرعب في جهات أخري علي أبناء الإخوان فمن بدلات مرعبة في مجلس الشوري، لحماة الكرسي والمطبلين والهتيفة وأصحاب اللابتوبات الذين اقتحموا وزارة الشباب وغيرها من الوزارات في غفلة من الزمن وتقاضوا أجورا تفوق اجور العاملين الأصليين بها، كل شيء كان يسير في الطريق الخطأ، ونحن نري مصر تتحول إلي بلد مهان في كل بلد زاره مرسي واستخف برئيس مصر العظيمة، ونحن نري الحدود مستباحة والبنزين يتم تهريبه والرئيس يرفض اي خطوة لعلاج تلك الكارثة، ونحن نري حماس أهله وعشيرته التي تدعي حبها لمصر وتدعي اليوم ان فتح هي من دبرت لكل مماجري بمصر، نري حماس التي تدعي البراءة تقنن تسييرالسيارات المسروقة من مصر عيني عينك بمقابل مالي وتبيع البنزين المسروق وتضع فارق الدعم في جيبها، الحسنة الوحيدة التي حدثت أننا عرفنا العدو من الصديق، وعرفنا مع كل بيارة بنزين يردمها ومضخة يدمرها الجيش عند أنفاق غزة ان الأزمة لم تكن في عاشور وفودة او في بتاع البنزينة اللي في رمسيس، وأن مصالحة نتمني ان تدوم حدثت بين الشعب وجيشه وشرطته، أما العيد فمازال حزينا ومازال المجرمون طلقاء يغيبون البسطاء ويشترون الفقراء بينما المساومات تزداد وهو أمر لا يقبله أي ثائر خاصة أننا أمام اتهامات بجرائم حقيقة لن نقبل أن يساومنا أحد علي القصاص من مرتكبيها