الثلاثاء، 18 يونيو 2013

كردون الحماية|نفيسة عبد الفتاح| بوابة الأسبوع

كردون الحماية|نفيسة عبد الفتاح| بوابة الأسبوع
Bookmark and Share

كردون الحماية
الأربعاء 19/6/2013 الساعة 2:44 صباحا
نفيسة عبد الفتاح
حيث لا يمكنك الاختباء،لأن نفسك هى التى تثير مخاوفك وتطلق ابشع كوابيسك،فى تلك اللحظات ربما لو استطعت ان تذهب إلى حيث تنطبع فى وجدانك صور وكلمات برائحة وطعم لم تمنحك الحياة يوما ماهو   أجمل منهما،إذا تمكنت من ذلك،قد تضىء لنفسك شمعة الأمل،وتصنع كردونا للحماية ضد كل المخاوف،أعترف ان الخوف على الوطن هو أرقى،والفزع من إراقة دماء جديدة هو كابوسى،وأعترف أننى انسحبت من خط مواجهة الكابوس والرعب إلى اوراق وكلمات وصور تبدو لى حصنا جميلا، منها صور التقطتها وخواطر كتبتها من وحى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير التى أطلقت المارد المصرى،تذكرت تلك المشاعر الفياضة وأنا أتامل صورة لشابات شاركتهن حماية مداخل الميدان وإقناع من يدخلن بأن يتم تفتيشهن حفاظا على أرواح من بالداخل،بينما يقف زوجى لمشاركة الشباب نفس المهمة فى كردون الرجال،كانت المهمة فى بداية الثورة صعبة تحتاج إلى قدرة على إقناع مختلف الشخصيات بقبول التفتيش،وهو ماجعلنى اتخذ قرارا بالوقوف على مسافة من الكردون والهتاف بالقادمين:إحرصوا على التفتيش لسلامة من بالميدان،إحرص على ان تتأكد من أن من بجوارك تم تفتيشه،انتم امناء على الثورة وعلى ارواح من بالميدان،وقتها وبعد فترة من تنفيذ مهمتى التى سهلت كثيرا عمل المفتشات،فوجئت بالقادمين من ناحية النيل حيث كنا نقف فى مدخل التحري من هناك، يبتسمون لى وكأنهم أصدقاء ويؤكدون قبل أن انطق أنهم جاهزون للتفتيش،لم أفهم السر،إلا عندما مازحنى احدهم:شوفناكى على الفضائيات ومستعدين للتفتيش ياهانم،،تذكرت ابتساماتنا ونحن نلوح بعلامات النصر ونثق بأنه قادم،ومداخل العمارات التى تحولت إلى مخازن للمتبرعين بالبسكويت والماء والعصائر،ومستشفيات الميدان التى كانت احيانا لاتستطيع استيعاب المصابين،هذا التعاون المدهش،اللهفة والتكاتف للإنقاذ،وخنقة قنابل الغاز،تذكرت ماكتبته عن مشاعرى فى تلك الأيام: فجأة بتصلب طولك ..يصغر سنك..ولا كأنك.. كل ماتمشى عايز قرص يسكن ألمك..حتى ملامحك..ليه بتتغير..يمكن أجمل..يمكن أصلب..حاجة كأنك سامع عزفك..عزف الشاب الساكن قلبك..عزف الروح بتطهر جسمك..عزف الثورة السارى فى نبضك..فجأة بتصلب طولك..ووسع الدايرة تمد غصونك..بره بيبانك تفرش ضلك..جوه ميدانك تحدف وردك..لا مايهمش..وردك أبيض وردك أحمر..لون الدم ماعادش يهمك..ولا بيهمك ..مين فى آخرها يخلد إسمك..مين راح يكتب فارس جنبك،تذكرت ايضا تلك الخاطرة التى كتبتها حسرة على دماء الشهداء الذين لم يقتص لهم: فى الشارع..جنب السور..يافطة حبرها مانشفش.لسه راسمها ولد مارجعش..كانت لميدان التحرير..مكتوب فيها لا اعيش ولا كنت لو حق الشهدا مارجعش..شيلت الياقطة وانا موش دارى ومشيت بيها جنب النعش..حسيت بيه بيطل عليا..وشه بيضحك ويقوينى.. وصوتى بيصرخ نام وارتاح..إحنا لتارنا مابنضيعش،ذكريات الميدان وتلك الأيام..كانت تنبض بالإرادة والتصميم،بالحب واليقين،بالصدق والفعل الإيجابى..كانت أيام..ليتنا نستعيد حقا تلك الروح ونحتمى بداخلها من كل المخاوف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق