http://www.elaosboa.com/elaosboa.asp#/4/zoomed
اعتبروه عارا وإهانة واستكمالا لدولة الوزراء المتحرشين
مؤهلات وزير ثقافة مصر فى دولة الإخوان.."سى دى" فاضح ومقالات "ولاء"
كتبت-نفيسة عبد الفتاح
جاء اختيار الدكتور علاء عبد العزيز لوزارة الثقافة ليشكل صدمة جديدة لجموع المبدعين
والمثقفين..وفيما يشبه إجهاض ماتبقى من الأمل فى أن يكون الأوان قد آن لتخطى حالة التخبط فى الاختيارات وأن تكون هناك معايير محددة
للكفاءة وليس لأى اعتبارات أخرى يتم على اساسها تولى الحقائقب الوزارية..هكذا حمل
اختيار الدكتور علاء عبد العزيز لوزارة الثقافة ماهو اكثر من مجرد المفاجأة لجموع المثقفين والمبدعين،الذين اعتبر
معظمهم أن الاختيار على هذا النحو يشكل
إهانة،ليس للمثقف وحده بل لتاريخ هذه الأمة،بينما اعتبر البعض أنه لو كانت الفضائح
الأخلاقية كما هو الشأن فى كل البلاد المتحضرة كفيلة بإجبار الوزير أو حتى رئيس الجمهورية على
الاستقالة ، لكان الأولى بالدكتور علاء أن يستقيل فورا فى أعقاب نشر صور محادثته
الفاضحة مع إحدى طالباته،ومع كامل تحفظنا على الأسلوب الذى تم به النشر وعلى أشياء
كثيرة متعلقة بهذا الموضوع،إلا أننا فى
النهاية علينا الاعتراف أننا فى زمن "الوزراء المتحرشين"حيث تتسبب
الفضائح الأخلاقية لمن يهمون الحزب الحاكم فى التمسك بهم وليس العكس،وعلى الرغم من
ذلك، يمكن القول أن أغلب المثقفين رأوا أن الأمر أكبر من تلك الفضبحة
حيث رأى بعضهم أن هذا
الاختيار مقصود لينال الحزب الحاكم مأربه من الثقافة فيقضى على
كل المكتسبات ويضعها بين يدى من لاكفاءة له.
لقد كانت مبررات رفض المثقفين للوزير كثيرة مقابل أصوات قليلة تحمل وجهة
نظر مخالفة،فمن رصد لمؤهلاته العلمية ومخالفاته الأكاديمية،إلى مقالاته على بوابة
الحرية والعدالة التى اعتبرت جواز مروره للوزارة،إلى فضائح لاتليق بمن سيحمل مشعل
الثقافة فى مصر،أما من انتظر حتى يقرأ قدراته الإدارية على اعتبار أن الدرجات
العلمية ليست كل شىء وعلى اعتبار أن وزير الثقافة هو من يدير شؤون النشر
والمؤتمرات ويسهم بجهود وزارته فى وصول
الثقافة إلى ربوع مصر ويضع الخطط الطموح لاكتشاف المواهب ورفع الذوق العام إضافة
إلى كل الأمور الإدارية التى تتماس مع الإبداع بشكل أو بآخر،من قرأ الأمر على هذا
النحو،فقد رفض الوزير أيضا،لأنه وعلى طريقة أن الجواب كما يقولون "يبان من عنوانه"
فقد استهل الوزير عنوان الجواب بسلسلة تصريحات أدت إلى حالة من الغليان فى الشارع
الثقافى..
*** وزير مجهول
الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى
فى تصريحاته للأسبوع يؤكد انه ضد كل
ماحدث،مؤكدا حزنه لاختيار شخص قليل الموهبة لاصلة له بالأوساط الثقافية،وعلى الرغم
من تأكيد الأبنودى،أن دور الوزير هو تنظيم الإصدارات والأعمال الإدارية،ويضيف الأبنودى:
المثقفون والمبدعون ليسوا بحاجة إلى وزير ثقافة لأنهم يعملون بمعزل عن الدولة ولأن
أهم خصائص المبدع انه يرفض الأطر ويعمل خارجها،وعلى الرغم من ذلك فمن العار ألا يكون لمصر وزير ثقافة على المستوى
الذى يتناسب مع ريادتها،وعظمتها،وتاريخها،وأدبها ــ بل ليس للثقافة فقط ــ وانما فى
كل الوزارات.
واعتبر الكاتب الكبير يوسف القعيد أن مايقال عن إلهاء المثقفين بهذا الاختيار
وشغلهم بتلك المعركة كلام غير مقبول،فمن غير
المعقول ترك تلك المصيبة بحجة عدم الإلهاء
خاصة أن كل مؤهلات الرجل هى مقالاته التى نشرت على بوابة الحرية والعدالة.مضيفا
أن اختيار هذا الرجل المجهول إهانة للمثقفين الأحياء والموتى فى بلد تملك حضارة وثقافة هى الأقدم فى التاريخ مؤكدا
انه لاشأن له بما اثاره الدكتور سامح مهران عن السى دى اللا أخلاقى للدكتور علاء
عبد العزيز،كما أنه لن يتحدث عن ضعف مستوى الرجل العلمى لأن المنصب لاعلاقة له
بذلك ،فثروت عكاشة كان ضابطا وهو أهم وزير ثقافة فى تاريخ مصر.
*** مكتبة الأسرة
الحدث الأهم لمن اعتبر أن تصريحات الوزير خير برهان على ضعف قدراته
الإدارية وتسرعه الذى لايليق بمن فى هذا المنصب كان فى أول تصريحات للوزير بإلغاء
اسم مشروع مكتبة الأسرة من إصدارات الهيئة العامة للكتاب وتحويلها إلى "مكتبة
الثورة المصرية"
بما يسببه هذا الخبر من خسائر على المستويين المعنوى والمادى،وحول هذا
التصريح أكد الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب للأسبوع أنه لم يصله أى
شىء بهذا الخصوص من مكتب الوزير ولذلك فهو يعتبر هذا التصريح مجرد خبر،مؤكدا أن
موقفه من تصريح الوزير هو اللجنة العليا لمكتبة الأسرة المكونة من تسعة من كبار الكتاب والمفكرين والمؤرخين ،حيث ناقشت اللجنة الموضوع باستفاضة وقررت بإجماع الآراء: التحفظ على هذه التصريحات
والإبقاء على مسمي المشروع وطبيعته بوصفه مشروعًا قوميًا لنشر المعرفة والإبداع الإنساني
الرفيع،والاحتفاظ بالغلاف المميز الذي عرفت به السلسلة بعد الثورة،مضيفا أن اللجنة لفتت النظر إلي وجود سلاسل عن الثورة المصرية تصدرها
وزارة الثقافة مثل:" إبداعات الثورة " التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور
الثقافة،وسلسلة "الثورة والحرية"التى تصدرها دار الكتب والوثائق القومية،كما
أكدت اللجنة اعتراضها على أي تدخل يفرض عليها رؤى بعينها لا تسهم فى إغناء الثقافة
العربية ونشرها.
الناقد الدكتور مصطفى الضبع الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة الفيوم يؤكد أننا أمام وزير ثقافة
"عشوائى"يفتقد الرؤية
والخطة ويتخذ القرارات بعشوائية
،ويؤكد الضبع أن تصريح الوزير بتغيير مسمى مكتبة الأسرة هو مغازلة رديئة ومكشوفة
للثوار لم تنطلى على أحد،لأن مشروع مكتبة الأسرة هو مشروع من أعظم المشروعات فى
الوطن العربى فى القرن العشرين لكنه أفسد إداريا،وحل هذا ليس بإلغاء اسم لاعلاقة
له بالنظام السابق فهذا المشروع كان فكرة الأديب الكبير توفيق الحكيم مضيفا: لو قال الوزير أنه سيستكتب كتابا ليكتبوا تاريخ الثورة بشكل علمى وتوثيقى لاحترمته
ولو قال انه سيصدر سلسلة جديدة خاصة بالثورة
لما اعترضنا،لكن للأسف نحن امام وزير لم يكلف نفسه عناء دراسة ملفات وزارته
وان يأخذ وقته فى ذلك قبل إطلاق تصريحاته، مؤكدا انه لايخاف من وزير بهذه العقلية بقدر مايخاف من بعض المثقفين الذين
تربوا على التدجين،ويضيف الضبع أن هذا الوزير هو حلقة فى مسلسل الهبوط بالثقافة
المصرية وتدنى الاختيارات لأهم واخطر وزارة فى مصر،لقد أوصلونا باختياراتهم
المتتالية لوزراء لم يحققوا شيئا للثقافة إلى مرحلة القول بأن فاروق حسنى ــ رغم كل اختلافاتنا معه
ــ كان آخر وزير للثقافة،واوصلونا للندم على بعض الأسماء التى رشحت للمنصب وكنا غير قابلين بها،لقد صرنا نفضل
السىء بعد أن رأينا الأسوأ،وهو حال مصر كلها الآن.
***السى دى الفضيحة
تتلخص قصة السى دى الفضيحة فى حوار على الفيس بوك بين الدكتور علاء عبد
العزيز وإحدى طالبات الأكاديمية،وتنأى الأسبوع بنفسها من الخوض فى تفاصيله الصادمة
والخادشة للحياء،ويقال ان هناك سى دى آخر مسجل بمعرفة النيابة،وكلاهما يشكل وقائع
مشينة،وقد اعلن عن وجود السى دى الأول الدكتور
سامح مهران رئيس اكاديمية الفنون ،الذى أعلن عن تنظيم مؤتمر حاشد صباح الإثنين
بقاعة سيد درويش بالأكاديمية ضد العبث بمستقبل الثقافة المصرية،وهو نفسه الذى أعلن
ان الدكتور علاء لم يصل إلى الأستاذية بالأكاديمية وإنما "مدرس"على
الرغم من بلوغه 51 عاما، وقد تباينت ردود الفعل حول الأسلوب الذى اتبعه الدكتور
سامح مهران فى الهجوم على الوزير خاصة مع مابينه وبين علاء عبد العزيز من خلافات
سابقة،حيث شارك الدكتور علاء عبد العزيز فى اعتصام ضد الدكتور سامح مهران معتبرا
أن رئاسة مهران للأكاديمية جاءت بشكل مخالف للقانون.وعلى
الرغم من تباين ردود الفعل إلا ان كثيرين قرروا حضور مؤتمر الأكاديمية معتبرين ان
المشاركة فى مقاومة بقاء علاء عبد العزيز وزيرا هى أمر ينبغى ان تجتمع عليه كلمة
المثقفين فى الوقت الراهن.
وأكد الكاتب والناقد حلمى النمنم أنه ضد فكرة أن يسجل المثقفين لبعضهم
البعض فهذه مهمة بوليس الآداب وليست مهمة المثقف،كما أن الاعتداء على الحريات
الخاصة والتتنصت على الآخرين أمر غير مقبول،ولكن هذا إن دل على شىء فإنما يدل على
سوء العلاقة بين الأساتذة فى الأكاديمية،ويضيف النمنم أن اعتراضاته على الوزير هى
اعتراضات على الطريقة التى وصل بها إلى مقعد الوزارة بعد أن كتب مقالين يدافع
فيهما عن الحرية والعدالة على موقع الحزب،فكوفىء بالوزارة،وهذه هى طريقة الإخوان
المسلمين و الدكتور هشام قنديل،ويؤكد النمنم أن مجىء وزير بهذا الشكل امر يستوجب
المساءلة والتحقيق خاصة وأن كل الأجهزة
الرقابية تبدى رأيها فى الوزراء،وهذا الرجل يفتقد للكفاءة العلمية خاصة وانه حصل
على الدكتوراة وعمره 46 عاما ولم يقدم ابحاثا للترقى كما فصل نتيجة تغيبه
المستمر وعاد بحكم قضائى ، واوضح
النمنم أن أداء علاء عبد العزيز يشير أيضا إلى افتقاره للخبرات الإدارية وهو أمر
وضح فى ادائه خلال الأيام الماضية ومن ذلك
تصريحاته عن مكتبة الأسرة وزيارته المفاجئة لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية فى
غيبة رئيسة القطاع الدكتورة كاميليا صبحى.وأضاف النمنم أن الطريقة التى تولى
بها عبد العزيز الوزارة تجعله يتشكك فى معارضته للدكتور سامح مهران لأنه كان يعارض
الطريقة التى تولى بها مهران رئاسة
الأكاديمية مؤكدا أنها لم تكن شرعية.
***وزارة منكوبة
اعتبر الباريتون المصرى العالمى والأستاذ فى الكونسيرفتوار الدكتور جابر
البلتاجى أن وزارة الثقافة وزارة منكوبة،فمنذ اتى مبارك بوزير استمر فى الوزارة
ل25 عاما وكل شىء فى تدهور مؤكدا ان تعاقب الوزراء بعد الثورة لم يخدم الثقافة فى
اى شىء فمازال المسرح القومى مغلقا منذ عام 2008 رغم انفاق 60 مليون جنيه عليه ومازالت
سينيمات وزارة الثقافة مغلقة أو فى حالة يرثى لها،مؤكدا ان تدهور المستوى الثقافى
للشارع يرجع لهؤلاء الوزراء الذين تركوا
ثقافة القبح ومرروا الأغانى المنحطة ويؤكد البلتاجى انه لايعرف شيئا عن الوزير
الجديد ولهذا فهو لايريد ان يصدر حكمه بناء على ماقيل له عن سلبياته ،لكن نشر
محتويات السى دى المشينة على هذا النحو يجعل هذا الرجل لايصلح للوزارة نهائيا
لأننا بذلك نكون امام مصيبة كبرى ليست فقط لأن المحتوى مخل ولكن لأننا امام علاقة
بين طالبة واستاذ تعتبر فى حد ذاتها اهانة لكل اخلاقيات المهنة التربوية وتحمل من
الدلالات مالايمكن القبول به سواء على مستوى الوزارة او المستوى الأكاديمى .
ويرى الشاعر سمير عبد الباقى أنه لايمكن ان يدافع عن علاء عبد العزيز ومايمثله
أو عن سامح مهران ومايمثله مؤكدا أنه لاعايز وزير الثقافة ولا هشام قنديل ولا محمد مرسى،لأن دول ناس لاعارفة تحكم ولا عارفة
تدير البلد،وانه يرفض تبديد الطاقة فى معارك وهمية من اجل وزير ثقافة،المعارك اللى
شغالة إلهاء للناس عن الفعل الأساسى،وهو بناء المواطن من اجل مقاومة مايحدث،مضيفا:علاء
عبد العزيز هو ابن اكاديمية الفنون التى كانت مفرخة لتخريج ابناء الصوبة الأمنية ومنهم
ضباط مباحث أمن دولة أخذوا دكتوراهات فى السينما مكملا حديثه بأبيات
يقول فيها:العيال المخبرين صبحوا دكاترة..واللى كان داير فى سوق جبر..حسرة ع اللى
فى الوطن شبعم مذاكرة..يخبزوا الأحلام وعيشهم ماخمر.