جريدة الأسبوع المصرية | أفكار لحمة مفرومة |
أفكار لحمة مفرومة
نفيسة عبد الفتاح
لأول مرة منذ بداية الثورة أشعر أن أفكارى كاللحمة المفرومة..عبثا أمد أصابعى لأستخلص فكرة فتعلق بها فتافيت الأفكارالأخرى. ببركة الثورة صارت المحظورة مسؤولة ثم مستحوزة مستبدة مهددة ثم متراجعة ثم خصم وحكم فى وضع الدستور!!!،لا أدرى وجه الشبه بين سعد الكتاتنى وفتحى سرور! لكن ديكتاتوريتهما على منصة الديمقراطية ليست كل مايربطهما بالتاكيد،وإن كانت فجاجة أسلوب الأول جعلتنى أترحم على كياسة وفطنة الثانى،أزمات بنزين وسولار وأنابيب وحمى قلاعية وسرقة أراضى دولة وبناء عشوائى على اراضى زراعية،كوارث تأسيسية دستور ومحاولات فاشلة لإقالة حكومة وطلاسم إعلان دستورى وجمعيات حقوقية وتمويل ومعونة أمريكية وهروب متهمين وتدمير هيبة القضاء،ومذبحة زهور الألتراس ومشكلات أهلى ومصرى ودورى!ورغم أنهار الدم مازال قتلة شبابنا بعيدين عن أيدى العدالة ومازال كذلك المتسبب فى نفوق الماشية!بما يعنى، أنه لا حق يمكن أن يؤخذ،يستوى فى ذلك حق الإنسان والحيوان،مخدرات وباعة جائلين فى التحرير ليموت الرمز والمكان، ومن رحم المبايعات والتأييد واخترناك يحى توفيق عكاشة ميدان العباسية نظيفا مبرأ من الباعة الجائلين و المجرمين والسادة تجارة الكيف والمدمنين،ومازال من أطلق الخرطوش الذى رشق الصدور والعيون فى شارع محمد محمود وامام مجلس الوزراء مجهولا ؟! ولا أنا ولا أنتم نعلم بعد مايزيد عن عام كامل،من الذى ركب سيارة السفارة الأمريكية ودهس الأبرياء،سرقات تحت تهديد السلاح واختطاف،ومازالت الطلقات تحصد أرواح الأبرياء على الطرقات وزهرة شباب ضباط الشرطة يسقطون شهداء،الفاسدون خارج القضبان يفعلون ما يحلو لهم والثوار وعامة الشعب محاصرون بالقهر والضغوط ، بينما يحتفل الإخوان والسلفيون بالنصر بعد طول قهر!ولا نجد إلا إجابات متضاربة لتساؤل مثير..هل الثورة مازالت مستمرة؟،هل يدهشنا أن يسجل بعضهم إقرارات تأييد لمبارك لترشيحه للرئاسة،أو أن يترشح للمنافسة الحقيقية على الرئاسة وليس للتمثيل المشرف أحمد شفيق وغيره من سدنة عرش مبارك!،بعضهم يصر على أن تكون مصر إسلامية فيحظى حازم صلاح أبو اسماعيل بأكبر دعاية غير مدفوعة بينما المثقفون يدعمون أبو الفتوح صاحب التوجه الإسلامى أيضا،وبعضهم يصر على ان تكون توافقية حرصا على بقاء النظام القديم فنسمع عن حجم التأييد الذى سيحظى به عمر سليمان فى الصعيد ومن راغبى الاستقرار ومؤيدى النظام القديم،وبعضهم يرى فى عمرو موسى وجها مقبولا لسياسى محنك ذو سمعة طيبة أرست دعائمها أغنية شعبان عبد الرحيم أنا باكره إسرائيل.
تتقلب فتافيت الأفكار فى رأسى ربما لتحدث الفوضى الخلاقة،أين نحن الآن؟! آه فى مصر بالتأكيد..لم نخرج من أى شىء بعد..أين المجلس العسكرى من كل تلك الأزمات؟مازال يحكم!،ومازالت فوق واجهات العمارات والمبانى تلك الصورة الرائعة للجندى الذى يحمل طفلا بريئا وينظر إليه مبتسما تعلن أن الجيش والشعب إيد واحدة..ولا أدرى كيف ربط عقلى بأفكاره المفرومة بين الطفل وبين صورة،
وترجمته "يوم الطفل خارج بيته".baby’s day outالطفل فى فيلم
وأنا والله العظيم أعشق جنود مصر وجيشها العظيم ..لكن المجلس العسكرى كحاكم لمصر مسؤول دون شك عن كل مايجرى فى الشارع وعلى الساحة السياسية، وبالتالى عن ضغط زر تشغيل المفرمة..ولاداعى لأن نتحدث عن اتفاقات وتربيطات وحكومات متتالية كلها ساهمت فيما وصلنا إليه،أما ما يتوجب علينا الآن..فربما يكون غريبا أن اقول أن الثورة ليست مستمرة..الثورة تجمدت تماما ..نحن بحاجة فورية إلى ميدان جديد وثوار جدد..وثورة جديدة..هذه المرة بقيادة منظمة..حتى إذا ــ كما فى فيلم "واإسلاماه" ــ خاطبنا رسول التتار قائلا:أكلم مين لما أحب أكلم شعب مصر..نقول له: وحياة ابوك ياشيخ ماتكلمش المجلس العسكرى.