المتكبر الذى دافعت عنه "مقالى بالأسبوع "
http://www.xn--igbhe7b5a3d5a.com/t~282377
http://www.xn--igbhe7b5a3d5a.com/t~282377
يجبرنا تمسكنا بالوقوف إلى جوار الحق على أمور قد تكون مؤلمة، فأصحاب الحقوق أنواع، بعضهم تتمنى من صميم قلبك لو استبسلت دفاعًا عن حقهم، لأنهم يمثلون نموذجًا إنسانيًا رفيع الخلق ويستحقون أن تبذل لأجلهم «بحب شديد» كل ما تملك من جهد، وبعضهم مستفز حاد أو خشن عنيف الأسلوب حتى إنك لا تشعر بالتعاطف نهائيًا مع شخصيته، وبعضهم قد يكون متفردًا فى كبريائه، لكنهم جميعًا يتساوون أمام القانون الذى يحكم وفقًا للمستندات وشهادة الشهود لا بمكنونات الشخصية ومشاعرنا تجاهها، وفى عملنا الصحفى نتعامل مع كل نوعيات البشر من أصحاب المظالم ومنهم بالطبع من يتصدرون المشهد هنا أو هناك، فالظلم قد لا يميز بين صاحب منصب وبين عاطل معدم، وفى كل الأحوال نتعامل كقاضٍ نزيه فلا نترك أحكامنا على طبيعة الشخصيات التى نقابلها تؤثر فى قرار مد يد المساعدة أو نشر المظالم، كثيرون لا يمكن اكتشاف شخصياتهم إلا بالخبرة، وبعضهم كالشمس لا تخطؤه العين، وغالبيتهم يقدمون الشكر والتقدير بعد نشر الموضوعات التى تدور عنهم أو حولهم، فمن غير المعتاد أن تعترض شخصية قدمنا لها عونًا على ما كتبناه خاصة إذا كان فى مجمله فى صالحها تمامًا، أما الغريب المدهش فهو أن تناقش تلك الشخصية تفاصيل الرسم الصحفى للموضوع أو ترفض وضع صورتها على نفس الموضوع مع صورة من تراه خصمًا، أو أن ترفض تضمين الموضوع رأى الخصم، وهو أمر يدخل فى إطار المهنية التى تلزمنا بأن نطرح على القارئ وجهتى النظر.
كصحفية لم أتعرض لذلك على مدار حياتى المهنية إلا مرة واحدة كنت فيها كما أنا دائمًا، قلبًا وقلمًا مع احترام سيادة القانون وأحكام القضاء فالقانون إن أهدر حكمًا قضائيًا روحه مرة أو كان جامدًا قاسيًا مرات فسيظل دائمًا درعًا نتقى به الظلم والظلمات، أما مشاعرى تجاه نكران وجحود من نشرت أنه صاحب الحق، فتلك ليست القضية لأننا لا نكتب إلا لوجه الله تعالى وهو الذى نرجوه عندما نرجو ونلتمس الطريق إلى الحقيقة، لقد أُصبت فقط بنوع من الدهشة بعد أن علمت بعد نشر الموضوع بموقف الرجل من رسم الصفحة ومنهج كتابة الموضوع، وهو ما جعلنى أتخذ قرارًا حاسمًا بعدم التحدث إلى الرجل مهما طال بقاؤه فى منصبه فمن لا يحترم مهنيتى أو منهجي فى التعامل مع الموضوعات الصحفية لا يستحق أن يتواجد فى حيز اهتمامي، لكننى ملتزمة بالطبع بنشر كل ما يستجد من أمورٍ تخص الجهة التى يتواجد بها لأن الجهة ليست شخصًا ولن تكون كذلك أبدًا، فقط أشعر بالحزن أحيانًا لأن الحق يجبرنا على الدفاع عن حقوق أمثاله وهو أمر التزمت وسألتزم به رغم كل شىء.